ما وَدَّعَ اللَّهوَ لمَّا بانَ مُنصَرِما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما وَدَّعَ اللَّهوَ لمَّا بانَ مُنصَرِما | حتى تَلفَّتَ في أعقابِه نَدَما |
بكى على الجَهْلِإذ وَلَّى فأعقَبَه | حِلْماً أَراهُ الصِّبا لمَّا مضَى حُلُما |
رُدَّا عليه رِداءَ اللَّومِ فيهو إنْ | رَدَّ الحنينَ أنيناًو الدموعَ دَما |
صبابة ٌ تَلبَسُ الكِتمانَ كامنة ً | بين الضُّلوعِو شَيبٌ يَلبَسُ الكَتَما |
لا أَظلِمُ الحُبَّ في رَيَّاو إن ظلَمتْ | و لا أُكَفكِفُ فيه الدَّمعَ ما انسجَما |
هي القَضيبُ ثَنى أعطافَه هَيَفٌ | فكادَ يَنثُرُ منه الوردَ والعَنَما |
مظلومَة ُ الحُسنِإن شبَّهتُ طَلْعَتَها | صُبحاًيسالمُ في إشراقِه الظُّلَما |
جُهْدُ المتَيَّمِ أن يَرعى العهودَ لها | حِفْظاًو يَحْمِلَ عن أجفانِها السَّقَما |
إن يَظْمَ مِنْها إلى طِيبِ العِناقِفكَم | رَوَّتْ جوانِحَه ضَمّاً ومُلتَثَما |
و صاحبٍ لا أمَلُّ الدَّهْرَ صُحبَتَه | يُعَبِّسُ الموتُ فيه كلَّما ابتسَما |
تُنبي الطَّلاقَة ُفي مَتْنِيهِ ظاهِرَة ً | عَنِ القُطوبِ الذي مازالَ مُكتَتَما |
إذا اعتَصَمْتُ به في يَومِ مَلحمَة ٍ | حسبتُني بِسَليلِ الأَزْدِ مُعْتَصِما |
و عارضٍ ما حَداه البَرقُ مُبتَسِماً | إلاّ أرَانا ابنَ إبراهيمَ مُبتَسما |
يبكيفينثُرُ من أجفانِ مُقْلَتِهِ | دُرّاً غَدا في جُفونِ النَّورِ مُنْتَظِما |
كأنَّما الرَّوْضُلمّا شامَ بارِقَه | أفادَ أخلاقَ عبدِ اللّهِ والشِّيَما |
أَغَرُّ يَغمُرُ شُكْري فَيْضَ أنْعُمِه | فكلَّما ازدَدْتُ شُكْراً زادَني نِعَما |
دَعا الخطوبَ إلى سِلمي وحرَّمَني | على النوائبِ لمّا راحَ لي حَرَما |
مُمهِّدٌ لي في أكنافِهِ أبداً | ظِلاًّ عَدِمْتُ لديه الخوفَ والعَدَمَا |
و تارِكٌ ماءَ وَجْهي في قَرارَتِه | بماءِ كَفَّيْهِ لمّا فاضَ مَنْسَجِما |
رَضِيتُ حُكْمَ زَمانٍ كان يُسخِطُني | مُذْ صارَ جَدواه فيما بيننا حَكَما |
و إن غدوتُ زُهَيراً في مدائِحِه | فقَد غدا بتوالي جُودِه هَرِما |
هُوَ الغَمامُ الذي ما فاضَ مُحتَفِلاً | إلا أصابَ نَداه العُربَ والعَجَمَا |
يا ابنَ الذَّوائبِ دُمْ في مُنتَهى شَرَفٍ | شابَتْ ذَوائِبُهو الدَّهْرُ ما احتلَما |
فكم يَدٍ لكَ لم تُخلِقْ صَنائِعُها | عندَ العُفاة ِ وأخرى جَدَّدَتْ نِعَما |
و مَشهَدٍ ما جرَى ماءُ الحديدِ به | إلاّ غَدَا البَرُّ بَحراً ثَمَّ مُلتَطِما |
ضاقَتْ جوانبُه بالبِيضِ فازدَحَمَتْ | كالماءِ ضاقَ به اليَنبوعُفازدَحَما |
أضرَمْتَ نارَ المَنايا في النُّفوسِ بِه | ضَرماًوَ أَخْمَدْتَ من نيرانِه ضَرَما |
أما الصِّيامُفقد لَبَّيْتَ داعِيَه | إلى العَفافِو لم تُظْهِرْ له صَمَما |
تركْتَ فيه سماءَ الجُودِ هاطِلة ً | فإنْ مَضَتْ دِيَمٌ أَتلًعْتَها دِيَما |
أناملٌما هَجَرْتَ الكأسَ دائرة ً | إلا وَصَلْنَ النَّدى والسَّيفَ والقَلَما |
فاسلَمْ لرَعْيِ زِمامِ المَجدِ مُجتَنِباً | مَنْ ليسَ يَرعَى له إلاًّ ولا ذِمَما |
و اسعَدْ بقادِمَة ٍ كالحَلْيِ حامِلَة ٍ | شُكْراً تُهنِّيكَ بالعيدِ الذي قَدِما |
مُقلَّدٌ بزِمامِ القَولِ قائِلُها | فما تَكلَّمَ إلا دَبَّجَ الكَلِما |