نَحنُ للأَيَّامِ غُنْمٌ ونَفَلْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نَحنُ للأَيَّامِ غُنْمٌ ونَفَلْ | تَرحَلُ الأحداثُ عنَّا أَوْ تَحُلْ |
نَقبَلُ الضَّيْمَ مِنَ الدَّهْرِو هَلْ | للَّذي نأباهُ بالدَّهْرِ قِبَلْ |
و إذا ما زَلَّتِ النَّعْلُ بِنا | فمِنَ الأيَّامِ لا منَّا الزَّلَلْ |
نُوَبٌقُلْنالِعادٍ قبلَنا | إنَّ مِن ذاتِ العِمادِ المُرتَحَلْ |
فانثَنَوا عن ذلك الشُّربِ الذي | صار عَلاًّ لسِواهُم ونَهَلْ |
بعدَما غَصَّتْ بأسيافِهِمُ | كُثُبُ السَّهْلِ وأوعارُ الجَبَلْ |
و رَمَتْ طَسْماًفقُلْ في غَرَضٍ | تَتحَدَّاهُ يداها بِشُعَلْ |
و أظَلَّتْ صاحبَ الخَصْرِفما | بَرِحَتْ حتى غدا تحتَ الأَظَلّ |
و أرى الأملاكَ من أُسرَتِنا | قَصَدَتْ مُلْكَهُمُ حتّى اضمَحَلّ |
أَلبَسَتْ قَوماً سِواهُم حَلْيَهُم | ثم بَزَّتْهُفراحُوا بالعَطَلْ |
فكأَنَّ الدَّهرَ لم يَجْمَعْ لَهُمْ | رَغَدَ العَيْشِ وإرغامَ الدُّوَلْ |
فاسأَلِ الحِيرَة َ عن جَبَّارِها | حينَ يَوماه حياة ٌ وأَجَلْ |
يَرتَدي ظِلَّ السَّدِيرَيْنِفإنْ | شَبَّتِ الحربُ ارتدى ظِلَّ الأَسَلْ |
و المَنايا الحُمْرُ في ساحَتِه | ماثلاتٌ بين وَمْضٍ وزَجَلْ |
و سَلِ الإيوانَ عن أَربابِه | كيفَ جَدَّتْ لَهُمُ تلكَ الرِّحَلْ |
نَقَلَتْهُم عن فَضاءٍ واسعٍ | يَسرَحُ الطَّرْفُ به حتى يَمَلّ |
و جِنانٍ ذُلِّلَتْ أثمارُها | بينَ أمواهٍ نَميراتٍ وظِلّ |
نحنُ أغراضُ خُطوبٍإن رَمَتْ | حَيَّرَتْ في دِقَّة ِ الرَّمْيِ ثُعَلْ |
و إذا ما اختلفَتْ أسهُمُها | فأَصابَتْ بَطَلَ القومِ بِطَلْ |
يا بني فَهْدٍهو الدهرُ الذي | نالَ من عِزِّكُمُ ما لم يَنَلْ |
أَشرَقَتْ أيَّامُكُمْ ثمَّ دَجَتْ | و سجَى ظِلُّكُمُ ثم انتقَلْ |
نَقَضَ الدَّهْرُ بكم أَوتارَه | من ملوكٍ ذَلَّلَوا الدَّهْرَفذَلّ |
أين أيديكُمإذا الخَطْبُ عَرَا | و أيادكمإذا الجَدْبُ شَمَلْ |
وَدَّعَتْ دُنياكُمُ بَهجَتَها | و استوَى الأربابُ فيها والخَوَلْ |
و لو انَّ العِزَّ أثوَى دَهْرَه | في قَبيلٍ لَثَوى فيكم وحَلّ |
و عَسى الأيَّامُ تَرتاحُ لكُم | فيَعودَ الهَمُّ بِالعَوْدِ جَذِلْ |
فلَكَمْ مُشْفٍ على الحَتْفِ نَجا | و مَريضٍ قد رَأيناه أبلّ |
هل أرى أيدِيَكُمْ مبسوطة ً | بينَ حالَيْنِ سَماحٍ وقُبَلْ |
و العَطايا الغُرُّ تَنْهَلُّ على | آملي جُودِكُمُ أو تَستَهِلّ |
بعدَما وَدَّعتُها مُقْلِعَة ً | مِثْلَما وَدَّعَ ذو الشَّيْبِ الغَزَلْ |
و هَلِ النَّاسُ الأَخيرونَ إذا | جَرَتِ الأقدارُ إلاّ كالأُوَلْ |
و ضَحَت آثارُهُمْ ثم عَفَتْ | و بدا سَعدُهُمُ ثمَّ أَفَلْ |