يُؤَرِّقُهُإذا البرقُ استنارا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يُؤَرِّقُهُإذا البرقُ استنارا | هوى ً يقتادُ عَبْرَتَه اقتسَارا |
بَدا مِشْقاً تَرودُ العينُ فيه | فتَقرَأُ من لوامِعِه ادِّكارا |
و نَمنمة ً تُضيءُ له وتَخبُو | كما طَيَّرْتَ عن زَندٍ شَرارا |
و إيماضاً يَشُقُّ الجوَّ شَقّاً | كما قَْتَبَسَتْ إِماءُ الحيِّ نارا |
فرُحْتُ أُسائِلُ الرُّكبانَ عنه | بأيِّ جَنوبِ كاظمة َ استطارا |
لأَذكرَني أَعزَّ الناسِ جاراً | و أحلى الأرضِ في عينيَّ دَارا |
و عِدْلَ الحبِّ من قومٍ تَعدَّى | عليَّ الشَّوقُ بعدَهُمُفَجارا |
و ناعمة َ الصِّبا تسجُوفتشجُو | قلوباً من صبابَتِها مِرارا |
أقولُ لهاإذا سفرَتْ ومارَتْ | أَغُصْنُ البانِ أثمَرَ جُلَّنارا |
أصابَهمُو إن بَعُدُوا منالاً | على العُشَّاقِأو بَعُدُوا مَزارا |
نسيمُ الرِّيحِ ما راحَتْ جَنوباً | و صوبُ المُزْنِ ما ابتكرَتْ عِشارا |
سأُعفي الدهرَ من تكديرِ عَذلي | فأَعذِرُهُو إنْ خلعَ العِذارا |
لَقِينا من حوادثِهِ جيوشاً | و خُضْنا من نَوائِبهِ غِمارا |
فلم نُظْهِرْ له إلا قِراعاً ؛ | و لم نَلْبَسْ له إلا وَقارا |
و مَنْ يكُنِ الأميرُ له مُجيراً | يكُنْ للكَوكبِ العَلويِّ جَارا |
هو الجبلُ الأَشمُّ حِمى ً وعِزّاً | ترَفَّعْ أن تَرى جبلاً مُغارا |
فرَرْتُ إليه من صَرْفِ اللَّيالي | فنكَّبَ جَورُها عني فِرارا |
و لمَّا اختَرتُهُ ليَفُلَّ عني | شبَاة َ الدَّهْرِ لم آلُ اختِيارا |
و كانَ القُربُ منه جمالَ دنيا | ترى أيامَهاحُسناًقِصارا |
و عيشاً ناضرَ الأفنانِ غَضّاً | يَرِفُّإذا اهتصرناهُ اهتِصارا |
فَما بَرِحَ العِدا حتَّى أَعادوا | حلاوَة َ نَشوتي منه خُمارا |
فعوَّضَني من الأُنسِ انحرافاً ؛ | و بدَّلَني من البِشْرِ ازوِرارا |
فصِرْتُ أرى نهاري منه ليلاً | و كنتُ أرى به ليلي نَهارا |
أَبِيتُو مُقلتي تُذري نجيعاً | و قد أفنَت مدامعَها الغِزارا |
تَرى الأشفارَ منه مُعَصْفَراتٍ | فتحسَبُ أنها لاقَتْ شِفارا |
أبا الهيجاءِ أصبحَتِ القوافي | تَخُبُّ إليكَ حجّاً واعتِمارا |
عِتاباً كالنَّسيمِ جَرى لعَتْبٍ | تضَرِّمُ في الحَشا مني استِعارا |
أُشَعشِعُه لأُطرِبَ سامعيه | كما شَعشَعْتُ بالماءِ العُقارا |
أَيجمُلُ أن أَرى منك انحرافاً | و لا عاراً أتيتُو لا شَنارا |
و لم أَجحَدْ صنائعَ مِنْكَ جلَّتْ | و لم أسلُبْكَ مدحاً فيك سارا |
و لكنِّي كَسَوْتُكَ حَلْيَ قَوْمٍ | رأيتُكَ منهم أزكَى نِجارا |
و أيُّ غريبَة ٍ للشِّعرِ لاقَتْ | عُلاكَفحاولَتْ عنها اصطِبارا |
تَحِنُّ إليكَ أبكارُ القوافي | إذا اجتُلِيَت رَواحاً وابتِكارا |
فتقرَبُ منك أُنساً بالمعالي | و تبعُدُ من بُعولتِها نِفارا |
و يُؤثرُكَ الثَّناءُ على مُلوكٍ | تَعُدُّ مقامَها فيهم حسارا |
و كيفَ تُلامُ خَيِّرَة ُ القَوافي | إذا اختارَتْ من القومِ الخِيارا |
تبيَّنَ زهوُها في العيدِ لمَّا | رأَتْ مولى ً يُتوِّجُها فَخارا |
فهزَّتْ عِطْفَها طَرَباً إليه | و أَلقَتْ عن مَحاسِنها الخِمارا |
فإنْ تَكُ هفوة ٌ عرَضَتْ سِراراً | فقد أَصْحَبْتُها عُذراً جِهارا |
و ممَّا شَيَّدَ الشَّرَفَ المُعَلَّى | ذُنُوبٌ صادَفَتْ منك اغتِفارا |
فَضَلْتَ الناسَ فضلاً واقتصاداً | وإشراقاً من الجَدوى ابتِدارا |
و لولا أن أَعوذَكَ من عدوِّي | حَسِبناهُ لنَضرتِه نُضارا |