رَدَّ جَفني بسَافحِ الدَّمعِ يَندى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
رَدَّ جَفني بسَافحِ الدَّمعِ يَندى | حينَ حيَّيتُهفأحسَنَ رَدَّا |
سَمَحَتْ لي به السُّجوفُفما حا | دَ عن العينِو الرَّكائبُ تُحدَى |
قمرٌكلَّما مَنَحناه لَحظاً | منحَ اللَّحْظَ جُلَّناراً وَ وَرْدا |
هو كالرِّيمِ ما تَلَفَّتَ جيداً ؛ | و هو كالغُصْنِ ما تأَوَّدَ قَدَّا |
أناإن راحَ أو غَدا لفِراقٍ | في رَواحٍ من الحِمامِ ومَغْدى |
أيُّها البرقُإن وَجَدْتَ غَماماً | فاَسْقِ نجداً بهو مَن حَلَّ نَجدا |
و تعهَّدْ تلكَ الخِيامَففيها | ظَبَياتٌيَفتُكْنَ بالصَّبِّ عَمْدا |
بجديدِ الشُّؤبوبِ يُصبحُ منه | خَلَقُ الرَّوْضِ نَاضراً مُستَجِدَّا |
و مُرِبٍّ يُخفي صَنائعَ بيضاً | حينَ يُبدي لنا شمائلَ رُبْدا |
و كأنَّ الوميضَ يَنشُرُ نُوراً | في أعاليه أو يُفَوِّفُ بُرْدا |
عادَ بحرُ السُّرورِ بالشَّيبِ جَزْراً | بعدما كان بالشَّبيبة ِ مَدَّا |
و أساءَ الزَّمانُ فيه إلينا | حينَ أعطى القَليلَ منه وأكدى |
كانَ كالبرقِ استَتمَّ خُموداً | قبلَ أن يُستَتِمَّ للعينِ وَقْدا |
قد غَنِينا عَنِ السَّحابِو لو كا | نَ رَحيقاً بين السُّقاة ِ وشَهْدا |
أصبحَتْ راحة ُ الأميرِ أبي الهي | جاءِ أَحلَى جَنى ً وأعذبَ وِرْدا |
سَيِّدٌ يَهدِمُ الثَّراءَو يَبني | سُؤدُداً في حِمى النُّجومِ ومَجدا |
غَمَرَتْنا له سِجالُ عطَايا | كَسِجالِ الغَمامِ أسرفَ جِدَّا |
يَضعُفُ الشُّكرُ عن مُكافاة ِ ما نَوْ | وَلَ فيهاو ما أفادَ وأَسدى |
و إذا عُدَّتِ المَناهلُ كانَتْ | يَدُهُ منهلاً من العُرفِ عِدَّا |
سَدَّ منه وجهَ الخُطوبِ فأضحَى | دونَ ما يتَّقي من الدَّهرِ سَدَّا |
و كفَى الوَفْدَ أن يَحُثَّ المَطايا | بندى ً يغتدي إلى الوَفْدِ وَفْدا |
أنتَ سَعدُ العُفاة ِيا بْنَ سعيدٍ | و كَفاهم بأن تُطاوِلَ سَعدا |
مستهلٌّ إذا تبسَّمَ برقاً | و هو بينَ الخُطوبِ قَهقَهَ رَعدا |
باتَ يُهدي إليَّ شَوْقاً إلى بِشْ | رِكَ مستبشِراً إلى الرَّوضِ يُهدى |
و بطيءٌ في السَّيرِ يُسرِعُ وَمْضاً | مثلَ ما تُسرِعُ الأناملُ عَدَّا |
فتذكَّرْتُ جد نُعماكَ لَمَّا | مَرِحَ الغَيثُ في الرِّياضِ وجدَّا |
أنا جَلْدٌ على الخطوبِو لكنْ | لستُ فيها على جَفائِكَ جَلْدا |
أُوسِعُ الدَّهرَمذ تعتَّبْتَذمّاً | بعدَما كنتُ أُوسعُ الدَّهرَ حَمْدا |
فكأني أرى السُّرورَ عَدوّاً | أَتَحَدَّاهُو المُدامة َ هنداً |
فلو اني ارتشفتُ ثَغْرَ حبيبٍ | باردِ الظَّلْمِ لم أنلْ منه بَردا |
أَجَفاءً مُرّاًو لم أَجْنِ ذَنْباً | فأُجازَى به بُعاداً وصَدَّا |
و اطِّراحاً يَبيتُ يُخْلِقُ صَبْراً | بينَ أحشايَ أو يجدِّدُ وَجْدا |
حينَ جارَت عليَّ أحداثُ دَهْرٍ | ليسَ يَسلُكْنَ بيإذا سِرتُ قَصْدا |
نُوَبٌ لو علَتْ شماريخَ رَضوى | أوشكَت أن تَخُرَّ منهنَّ هَدَّا |
عَرَضَتْني على الحُسامِفأضحَى | كلُّ عُضوٍ مني لِحَدَّيْهِ غِمْدا |
و كَسَتْ مَفْرِقي عِمامة َ حَرْبٍ | أُرجُوانيَّة َ الذَّوائبِ تَنْدَى |
و إذا قِسْتُ هجرَكَ المُرَّ بالدَّهْ | رِو ما قد جَناه كان أَشَدَّا |
أنا حُرٌّإذا انتسبْتُو لكنْ | جَعلَتْني لكَ الصَّنائعُ عَبْدا |
لا أقولُ الغَمامُ مثلُ أيادي | كَو لا السيفُ مثلُ عَزْمِكَ حَدَّا |
أنتَ أمضى من الحسامِ وأصفى | من حَيَا المُزنِ في المُحولِو أندَى |