عذَرَ العذولُ فراحَ فيكً مُساعدا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عذَرَ العذولُ فراحَ فيكً مُساعدا | و غَدا الهَوى لهَوى المَشوقِ مُعاهِدا |
لَمَّا رأى للبَينِ وَجْداً طارفاً | منهو للهِجرانِ وَجْداً تالِدا |
و هوى ً يُرَدِّدُ في مَحاجرِ مُغرَمٍ | دمعاًيكونُ على التَّلدُّدِ شاهِدا |
ما ضَرَّ وَسْنَى المُقلَتَينِ لو انَّها | رَدَّتْ على الصَّبِّ الرُّقادَ الشَّارِدا |
سَفَرَتْ لهفأَرتْهُ بَدراً طالعاً | و تَمايَلَتْفأَرَتْهُ غُصناً مائدا |
و تبسَّمتْفجلَتْ له عن واضحٍ | متألِّقٍ يَجلو الظَّلامَ الرَّاكِدا |
حتى إذا وَقَفَتْ لتَوديعِ النَّوى | في مَوقِفٍ يُدني الجوَى المُتباعِدا |
نثرَتْ رياحَ الشَّوقِ في وَجَناتِها | من نَرْجِسٍ فوقَ الخُدودِ فَرائِدا |
لحظَتْ ربيعَ ربيعِنا آمالُنا | فغدَتْ ركائبُنا إليه قَواصِدا |
يَحمِلْنَ للحَسَنِ بنِ عبد اللّهِ في | حُرِّ الحديثِ مآثراً ومحامِدا |
بِدَعٌإذا نظمَ الثَّناءُ عقودَها | كانت لأعناقِ الملوكِ قَلائِدا |
قُلْ للأميرِ أبي محمدٍ الذي | أضحَى له المجدُ المؤثَّلُ حامِدا |
أمَّا الوفودُفإنَّهم قد عايَنوا | قَبْلَ الربيعِ بكَ الربيعَ الوافِدا |
يَغشَون من شرقِ البلادِ وغَربِها | بالموصِلِ الزَّهراءِ أروعَ ماجِدا |
خشَعَتْ له إنْ بانَ عنها صادراً | و تبسَّمَتْ لما أتاها وَارِدا |
فكأنما حَلَّ الرَّبيعُ ربوعَها | فكسا السُّهولة َ والحُزونَ مَجاسِدا |
أجرَتْ يداه بها النَّدى فكأنما | أجرى بساحتِها الفُراتَ البَارِدا |
مَلِكٌ إذا ما كانَ بادىء َ نِعْمَة ٍ | ألفيْتَه عَجِلاً إليها عائِدا |
مُتفرِّدٌ من رأيِه بعَزائمٍ | لو أنهنَّ طَلَعْنَ كنَّ فَراقِدا |
و خلائقٍ كالرَّوضِ في رأدِ الضُّحى | تُدني إليه أقاصياً وأباعِدا |
يستنصرون على الزَّمانِإذا اعتدى | من لا يزالُ على الزَّمانِ مُساعِدا |
جَذلانُ ليسَ على المكارمِ صابراً ؛ | يَقظانُ ليسَ عن الكريهة ِ حَائِدا |
خُلُقٌ يَسُرُّ النَّاظرينَ ومَنطِقٌ | أبداً يُفيدُ السَّامعين فَوائِدا |
و يَدٌ تُعيدُ الماءَ في أقلامِها | جُوداًوتكسو الطِّرْسَ نُوراً حَاشِدا |
إن أُلبِسَتْ تُزْهى بك الدُّنيافقد | أصبحْتَ للدُّنيا شِهاباً واقِدا |
و بسطْتَ آمالَ العُفاة ِ بهافقد | حَمدُوا نَداكَ مَصادِراً ومَوارِدا |
و لَبِسْتَ مجدَكَ بالصَّوارمِ والقَنا | و النَّجمُ ليسَ يراهُ إلا صاعِدا |
أدركْتَ ما حاولتَ منه وادِعاً | فَعلَوْتَ مَنْ يَرجُو لَحاقَكَ جَاهِدا |
و غدوْتَ رُكناً في الخطوبِ لتَغلِبٍ | و يَداً لها في المكرُماتِ وساعدا |