مَنْ لي برَدِّ سوالفِ الأحقابِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مَنْ لي برَدِّ سوالفِ الأحقابِ | و مآربٍ أعيَتْ على الطُلاَّبِ |
أتبعْتُها نَفَسَ المحبِّ تضرَّمَتْ | أحشاؤُه لتَفرُّق الأحباب |
أتبعْتُها نَظَرَ المَشُوقِ تجمَّعتْ | زَفَراتُه لتَفرُّقِ الأترابِ |
إنَّ الظِّباءَ حَمتْ مراتِعَها الظُّبا | ورَعَتْ سوائمها أُسودَ الغابِ |
من كلِّ سكرَى اللَّحظِ أثمرَ غصنُها | نوعين من وردٍ ومن عُنَّابِ |
ريَّا أَخَاضَتْنا على ظمأِ الهوى | من وعدِها الممطولِ لَمْعَ سَرابِ |
للّهِ أَعرابيّة ٌ غدرَتْ بنا ؛ | إنَّ النِّفاقَ سَجِيَّة ُ الأَعرابِ |
حَجَبَت محاسنَها الخيامُو لو بَدَتْ | كانَ العَفافُ لها أتمَّ حِجابِ |
و أحلَّها من قلبِ عاشِقِها الهوى | بيتاً بلا عَمَدٍو لا أطنابِ |
هيهاتَ ما صدَرَتْ عقود نسيبِه | عن لوعة ٍ كمَنَتْو لا أوصابِ |
لكنَّها فِكَرٌإذا ما سُومِرَتْ | باتتْ تُفتحُ زَهرَة َ الآدابِ |
يَهْنى العواذلَ أنَّه هَجَرَ الصِّبا | أُنُفَ الشَّبابِ مُعَذَّلَ الأَصحابِ |
لحْظُ الكواعبِ سرَّهفوَجَدْتَه | عَفَّ السَّريرَة ِ طاهرَ الأثوابِ |
كم قُلْنَ لمَّا قامَ في مِحرابِه | سِيَّانِ أنتَ ودُمية ُ المِحرابِ |
يا حُسْنَ ما خَلعَتْ على أعطافِه | أيدي الصِّبا أو زانَه بتصابي |
إنَّ الوعيدَ ثَناه عن آرائِه | حتى تجنَّبَ مُونِقَ الآدابِ |
الآنَ قَصَّرَتِ النَّوائبُفاغتدَتْ | بِنَدى الأميرِ كليلة َ الأنيابِ |
سَفَرَتْ لنا من رأيه وحُسامِه | عن ضوْءِ صُبْحٍ مُسْفِرٍ وشِهابِ |
مَلِكٌ عُقودُ الحمدِ مِلْءُ يمينِه | و نَداه ملءُ حقائبِ الطُّلاَّبِ |
شفَعَ النَّدى لعُفاتِهبنَدى ًكما | شفَعَ الرَّبيعُ سَحابة ً بسَحابِ |
و عَفافردَّ البِيضَ في أغمادِها | و سَطا فَعلَّ متونَها بخِضابِ |
و جَرى فبينَ مقصِّرٍ عن شأوِه | متخلِّفٍ عنه وآخرَ كاب |
شيَّدتَ مجدَكَ فاعْمَلَي بمهذَّبٍ | بينَ القبائلِ والشُّعوبِ لُبابِ |
وَ نَصَبْتَ نفسَك للنبيِّ وآلِه | حتى سَقَيْتَهُمُ من الطُّلاَّبِ |
فأعزَّ نصرَكَ منهمُ باقي الهُدَى | و أذلَّ عنه بقيَّة َ الأحزابِ |
نَزَلوا فِناك مُخضَّبينَ أَعِزَّة ً | ما بين رَحبِ خلائقٍ ورِحابِ |
فكأنما حَلُّوا بيثربَ منهأو | نَزَلوا بمكة َ في رُبًا وهِضابِ |
فاَسْلَمْ أبا حَسَنٍليومِ مَكارمٍ | وُطْفٍ سحائبُها ويومِ عِقابِ |
لم تَنْضُ أثوابَ الصِّيامِ مُودِّعاً | حتى كساكَ الفِطْرَ ثَوبَ ثَوابِ |
فَاسْعَدْ بعيدٍ عادَ كوكبُ سَعْدهِ | طَلْقَ الضِّياءِ مؤكَّدَ الأسبابِ |
و تَحلَّها نظْمَ اللسانِو إنما | نَظْمُ اللِّسانِ فرائدُ الألبابِ |
لو صافَحَت سَمْعَ الوليدِ جَفَا لَها | أرسومُ دارٍ أَم سُطورُ كتابٍ |
بل لو تأمَّلَها ابنُ أوسِ لم يَقُلْ | لو أنَّ دهراً رَدَّ رَجْعَ جوابي |