ألا غَادِها مُخطِئاًأو مُصِيباً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألا غَادِها مُخطِئاًأو مُصِيباً | و سِرْ نحوَها داعياً أو مجيبا |
و خذْ لَهَباً حَرُّه في غدٍ | إذا الحَرُّ قارنَ يوماً لَهِيبا |
دعانا الخريفُ إلى مَوْطِنٍ | يفوقُ المواطنَ حُسناً وطِيبا |
و قد جُمِعَ الحُسْنُ في روضة ٍ | و فرَّقَ دِجلة ُ فيه شُعوبا |
وَ مُطَرِبٍ وشيُ أبرادِه | يُضاحكُ وَشْيَ النِّجادِ القَشيبا |
نُشيِّدُهُ إن نزلنا ضُحى ً | و نَهدِمُه إن رحلْنا الغُروبا |
كأنَّا ارتبَطنا بهِ نافراً | من الخيلِ يُفرِقُ شخصاً مَهيبا |
فبِتْناو بات نسيمُ الصَّبا | يُدَرِّجُ في جَانبيه الكَتِيبا |
يكادُ على ضُعفِ أنفاسِه | يُطيرُ على الشَّربِ تلك الشُّروبا |
و قد حجبَ الأرضَ ريحانُنا | فلم يَبْقَ للعينِ منها نَصيبا |
كأنَّا على صفحَتيْ لُجَّة ٍ | تُلاقي الشَّمالُ عليها الجَنوبا |
فمن طَرَبٍ يستفزُّ النُّهى ؛ | و من أدبٍ يَستَرِقُّ القُلوبا |
و ساقٍ يقابلُ إبريقَه | كما قابل الظَّبيُ ظبياً رَبِيبا |
يطوفُ علينا بِشمسِيَّة ٍ | يروعُ بها الشمسَحتى تغيبا |
و ينشُرُ صيَّادُنا حولَنا | لُباباً من الصيدِ يُرضي اللَّبيبا |
سَبابيطَ تُخبِرُ أجسامُها | بأنْ قد رَعَيْنَ جَناباً خَصيبا |
نَواعمَ لو أنها باشرَتْ | هواءً لأحدثَ فيها نُدوبا |
فلولا الدروعُ التي قُدِّرَت | لأبدانِها أوشكَتْ أن تَذُوبا |
وَ تُبْعَثُ للبرِّ وحشيَّة ٌ | تسوقُ إلى الوحشِ يوماً عَصيباً |
مُؤدبة ٌ يُرتَضى فعلُها | و لم نرَ ليثاً سِواها أديبا |
و تُركيَّة ُ الوَجهِ تُبدي لنا | إخاءً فصيحاً ووجهاً جَلِيبا |
تُعانِقُ إن وثَبتْ صيدَها | عناقَ المحبِّ يُلاقي حبيبا |
طِراداً صحيحاً وخُلْفاً صَبيحاً | و وَثباً مليحاً وأمراً عَجيبا |
فقَد ملَكتْ وُدَّ أربابِها | فكلٌّ يخافُ عليها شَعوبا |
و للماءِ من حولِنا ضَجَّة ٌ | إنِ الماءُ كافحَ تلك العُروبا |
جبالٌ تؤلِّفُها حِكمة ٌ | فتَحبو البحارَ بها لا السُّهوبا |
تُقابِلنا في قميصِ الدُّجى | إذا الأفقُ أصبحَ منه سَليبا |
حيازيمُها الدَّهرَ منصوبة ً | تُعانِقُ للماءِ وَفْداً غَريبا |
عَجِبْتُ لها شاحباتِ الخدودِ | لم يُذهِبِ السَّرْيُ عنها الشُّحوبا |
إذا ما همَمْنا بِغِشْيَانِها | رَكِبْنا لها وَلَداً أو نسيبا |
تُغّنِّي السُّكورُ لنا بينَها | غناءً تشُقُّ عليه الجُيوبا |
يُجاورُها كلُّ ساعٍ يَرى | و إن جدَّ في السَّيرِمنها قَريبا |
خَليُّ الفؤادِو لكنَّه | يَحِنُّ فيُشجي الفُؤادَ الطَّروبا |
فيا حبَّذا الديرُ من منزلٍ | هَصَرْنا به العيشَ غضّاً رطيبا |
إذا ما استَحَمْنا به نزهة ً | حمَتْنا بدائعُه أن نَخيبا |