(5) كيف تدير أكلك وتبني لياقتك؟ - رمضانك ربيعك - هدى عبد الرحمن النمر
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
1- كن يقظا لعاداتك في الأكل:
راقب كل ما يدخل فمك ولماذا، وبذلك تصل لتصور عن عاداتك الغذائية، والتوصيف أولى خطوات أي تقدم، فإنك بهذا تعرف ما الذي يدفعك لتأكل أكثر مما تحتاج، من ضغط أو اكتئاب أو عمل مكتبي طويل، بناء على تحديد الدافع: إما أن تجيب حاجتك بصورة أخرى، فحين تشعر بالتوتر تنهض لتتمشى أو تستنشق هواء؛ أو ببدائل أخرى: فبدل الحلوى والشوكولا يمكنك الاستعانة بالفاكهة أو حلوى أقل دسمًا.
رمضان يعينك على محاولة استكشاف بدائل لتلبية حاجاتك تلك طوال فترة الصيام ، فبدل المشروبات المنبهة لإبقائك متيقظًا، تتجه تلقائيا لإدارة نومك بصورة أفضل كما سبق شرحه، وصور ترويح أو تجديد للنشاط كاستنشاق هواء أو استماع لتلاوة أو متابعة برنامج تذكرة ورقائق، ومن ثم سواء توافرت المنبهات أم لا لم يعد ذلك عائقًا أمام استمرار يومك وإنتاجك إلى حد معقول.
2- حين تأكل كل بتركيز.
فالأكل غير الواعي بتركيز منصرف للمحادثات أو التلفاز، يعني أن عقلك سيركز في ذلك الاتجاه وبالتالي يبطئ في إرسال الإشارة المناسبة بأنك اكتفيت، ومن هنا تظل تأكل فوق حاجتك حتى تنتبه وقد أتخمت.
من الآن خطط بوعي للمقدار الذي ستأكله في كل من الإفطار والسحور، وما بينهما إذا شئت، ويشمل ذلك التخطيط كذلك لنوعية ما ستأكله، بناء على ما يحتاجه جسمك حقيقة وليس ما تشتهيه، فكلنا يشتهي الحلوى والدسم، ولا بأس في إجابة الشهية لو أن ذلك في حدود الاعتدال، لكن الإشكال أننا حولنا شهياتنا لشهوات حاكمة وبالتالي أفسدت أجسامنا ولم تنفعها.
فرمضان هو شهر التعامل (الروحي) مع مطالب الجسد ليس لقمعها، لكن لضبطها وتوجيهها لتكون لك طوعًا ولأمرك مستجيبة، وشتان بين من تسيره رغباته وشهواته، فهو يجيبها مكرهًا ويدفع ثمنها من صحته ونشاطه ولياقته ويعلم ذلك لكن لضعفه أمام هواه يقبل بهذه المقايضة الخاسرة، وبين من هواه ملك يده يطلق فيه بحساب ويمسكه بحساب، فيستمتع في غير ضراء مضرة ولا شهوة مضلة..
وبالتالي اجتهد هذا الشهر أن يكون نظامك في الأكل:
– بتركيز نوعي على ما تحتاج لا ما تشتهي، خاصة ليكون ذلك عونًا لك على ضبط نفسك وملكها في كل أمورها، فمن ضبط شهوة الطعام والفم كان لغيرها أضبط.
– بيقظة كمية وحساب لعواقب ما يدخل فمك من تخمة بدنية وثقل روحي.
– بالهدي النبوي: فإن كان ولا بد فثلث لطعامك، وثلث لشرابك، وثلث لنفسك.
3- استحضار القيمة الروحية للطعام.
من حيث كونه وقودًا للعبادة وصيانة لأمانة الجسم، وخذ وقتك للتسمية والدعاء واتباع كافة الآداب النبوية من الأكل بيمينك ومما يليك، والحمد بعده واستحضار عظيم فضل الله الذي كفاك وآواك وأطعمك، واستحضار شعور كل جائع أو مسكين رددت مسألته استصغارًا لما يمكن أن تعطيه، في حين أنك يكفيك لتسد جوعك تمرة وشربة ماء.
4- اللياقة البدنية التي يحتاجها الفرد العادي للحفاظ على جسمه صحيًا قدر الإمكان لا تتطلب جهدًا جهيدًا، ولا اشتراكًا في نادٍ، وإنما كل ما تتطلبه تحديد أمرين:
– نوعية التمارين التي تريد تأديتها.
– مكان التمرين.
– وقت يومي أو دوري للتمارين.
وهنالك العديد من المصادر على الإنترنت للتمارين الرياضية المنزلية، لمختلف الاحتياجات والأعمار، لا تتطلب أكثر من 15– 30 دقيقة يوميًا أو كل بضعة أيام، وأثرها بعون الله أكيد، لكن العبرة في ذلك بالدوام والمثابرة (أدومها وإن قل) وإنه ليسير على من يسره الله عليه.
والله الموفق والمستعان.