يُريكَ قوامَها الغصنُ الرطيبُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يُريكَ قوامَها الغصنُ الرطيبُ | ولحظَ جفونِها الرشأُ الربيبُ |
غَداة َ بَدا لها خدٌّ أسيلٌ | يُنَمنِمُ وشيَه كفٌّ خَضيبُ |
وأدناها من الصبِّ التنائي ؛ | كذاكَ الشمسُ يُدنيها الغروبُ |
فمن خدٍّ تخدِّدُه دموعٌ ؛ | ومن قلبٍ يُقلِّبُهُ حبيبُ |
بظبيٍ في الخيامِ له مُرادٌ | وبدرٍ في الخدورِ له مَغيبُ |
فكم بَعُدَ الرقيبُفأسعفَتْني | صروفُ الدهرِإذ بَعُدَ الرقيبُ |
بصبحٍ من محاسنِه تجلَّى ؛ | وليلٍ من ذوائبِه يذوبُ |
رويدَك أيُّها القلبُ المُعنَّى | وقَصرُكَ أيُّها الدمعُ السَّكوبُ |
تناءى الجودُ حتى ليس يدنو | وغابَ البِشرُ حتى ما يَؤبُ |
وآخِرَ حاذقٌ في الشِّعرِ طِبٌّ | وقُدِّمَ سارقٌ فيه مُرِيبُ |
كبعضِ الصَّيدِ يُرزَقُ منه مُخطٍ | ويُحرَمُ خيرَه الرامي المصيبُ |
سأُغرِبُ في الثناءِ على ابنِ فهدٍ | فما هوفي الورى إلا غريبُ |
تألَّقَ والخطوبُ لها ظَلامٌ | فأسفرَ والظَّلامُ له قُطوبُ |
وقد قَرِحَتْ على الجُودِ المآقي ؛ | وقد شُقَّتْ على الشِّعْرِ الجُيوبُ |
حُلِيٌّ من حِلَى الآدابِ يُغْني | بحِليَتهِ وشيمَتِه الأديبُ |
إذا شيمَتْ بوارقُه استهلَّت | سماءٌمن مواهبِهتصوَّبُ |
سَمَتْ بأبي الفوارس في المعالي | ضرائبُ ما له فيها ضريبُ |
فَمِنْ حَزمٍ تَدينُ له الليالي ؛ | ومِنْ رأيٍ تَدِينُ به الغُيوبُ |
وزادَ الأَزْدَ مأثَرة ً فأمسَى | لها من كلِّ مكرُمَة ٍ نَصيبُ |
منَحْتَ وليَّكَ النِّعَمَ اللواتي | كفَتْه كلَّ نائبة ٍ تنوبُ |
وبُيِّنَ رَحْبُ صدرِكَ من خلالٍ | يَضيق ُبوسْعِها الصَّدرُ الرَّحيبُ |
فلما راقَ ناظِرَة َ الليالي | شبابُ الأُنسِ عاجلَه المَشيبُ |
متى يَثني إليه عِنانَ بِشْرٍ | فتَثْني عنه أوجُهُها الخطوبُ |
فقد نشرَ الثَّناءَ عليك منه | خطيبٌ ليس يُشْبِهُه خَطيبُ |
فسيَّرَ منه وَشْياً ليسَ يَبْلى | وأطلعَ منه شَمْساً لا تَغيبُ |
وقد غرسَتْ يمينُك منه غَرْساً | فصُنْهُ أن يُلِمَّ به شُحوبُ |
أَيقُرُبُ منك ذونَسَبٍ بعيدٍ | ويبعُدُ مَنْ له نَسَبٌ قريبُ |
ومَدْحٍ فوَّقَتْه لك المعالي | فجاء كأنه بُردٌ قَشيبُ |
إذا ما صافحَ الأسماعَ يوماً | تبسَّمَتِ الضَّمائرُ والقلوبُ |
فمن حُسْنِ الصنائعِ فيه حُسْنٌ ؛ | ومن طيبِ المحامدِ فيه طيبُ |
وليسَ يَفُوحُ زَهرُ الرَّوضِ حتى | تفتِّحَهُ شَمالٌ أوجَنوبُ |