أَكانَ لقلبِه عنكَ انقلابُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَكانَ لقلبِه عنكَ انقلابُ | أمالَ به إلى الغَيِّ العتابُ |
أشأنُ دموعِه إلا انسكابٌ | أذابَ ضلوعَه إلا التهابُ |
يُجابُ الشَّوقُ فيكإذا دعاه | ويُمتَهَنُ العذولُفلا يُجابُ |
ورفَّعْتَ القِبابَ ضُحى ًفقُلْنا | أَزُهْرٌ ما تضمَّنَتِ القِبابُ |
ظعائنُ أشرقَتْ بالدمعِ عيني | وقد شَرِقَتْ بها تلك الشِّعابُ |
محاسنُها لأعيُننا نِهابٌ | وأنفسُنا لأعيُنِها نِهابُ |
نَشيمُ لها بوارِقَ جاوَزَتْنا | كما يجتازُ شائمَه السَّحابُ |
أَآنسة َ الدُّمى لولا التثنِّي | ونافرة َ المَهى لولا السِّخابُ |
صفا لك وُدُّنا من كلِّ شَوبٍ | وأحلى الودِّ ودٌّ لا يُشابُ |
ومن عجبٍ ثَناي على رُضابٍ | تَضِنُّ به ثناياكِ العِذابُ |
أجَدَّ وقوفُنا بالدارِ شوقاً | إليكَ وجِدَّة ُ الشَّوقِ اكتئابُ |
وحنَّت في رُباكِ العِيسُحتى | كأَنَّ طُلولَهُنَّ لَها سِقابُ |
سأُبرزُها سَوافرَ لا يُواري | محاسِنَهاإذا برزَتْنِقابُ |
مُكرَّرَة ً على راووقِ فِكرٍ | مُرَوَّقَة ًكما راقَ الشَّرابُ |
محبَّبة ًلها في كلِّ قلبٍ | وإنْ بَعُدَتْ مَناسِبُهااقترابُ |
هي الكَلِمُ اللُّبابُ صَفاً وحُسْناً | وسيف ُالدَّولة ِ الملكُ اللُّبابُ |
لأُدنى من غرائِبِها إليه | وكان لهنّ في الأرضِ اغتِرابُ |
فها هي لا تَزَحْزَحُ عن ذَراه | ولا ترجوسواه ولا تَهابُ |
هوالليثُ الذي إنْ يَحْمِ أرضاً | فكلُّ فِجاجِ تلك الأرضِ غابُ |
مُهنَّدُهإذا ما زارَ ظِفرٌ | وعاملُه إذا ما صاب نابُ |
وأينَ الليثُ من طَلْقِ المُحيَّا | يجُدُّ ثوابُه ويَني العقابُ |
وسَهْلٍ حينَ يسألُ غيرِ صَعْبٍ | وقد زلَّتْ له العُربُ الصِّعابُ |
له في كلِّ أُنمُلَة ٍ سَحابٌ | يَسُحُّ وكلِّ جارحة ٍ شِهابُ |
وحظُّ عُداتِه ومُؤَمِّليه | حَرائبُه النفائسُ والحِرابُ |
وقد خضعتْ له كَعْبٌ وخافَت | سَطاه حينَ خوَّفَها كِلابُ |
وريعَتْ مصرُ إذ وثب العِفَرْنا | بحَدِّ السَّيفِ وانسابَ الحُبابُ |
وآفاقُ البلادِ له جميعاً | تراخَى العزمُ أوجدَّ الطِّلابُ |
خلالٌ يحرُسُ العلياءَ منها | سَماحٌ أو طِعانٌ أو ضِرابُ |
إذا دعَتِ الملوكُ إليه يوماً | فإذعانُ الملوكِ له جَوابُ |
مقامُكَ حيثُ تتَّصلُ المعالي | وذِكرُكَ حيثُ ينقطعُ التُّرابُ |
فداؤُكَ يا ابنَ عبدِ اللّهِ قَومٌ | يمينُكَ لُجَّة ٌ وهم سَرابُ |
إذا عُدَّتْ جبالُكَ من عديٍّ | تطأطأَتِ الرُّبا لك والهِضابُ |
ملوكٌ ذُلِّلَت بهمُ رقابٌ | كما عزَّت بعزِّهِمُ رقابُ |
عِذابُ القَولِ إن قالوا أصابوا ؛ | غِزارُ الجودِإن جادوا أطابوا |
إذا نَزَلوا فأقمارٌ بليلٍ ؛ | وإن ركبوافآسادٌ غِضابُ |
هوالحسبُ الذي لا رَيبَ فيه ؛ | وهل في الصُّبحِما وضحَارتيابُ |
لئن سارَ الرِّكابُ بحُرِّ مَدحي | فقد سارت بجَدواك الرِّكابُ |
ولي في ساحَتَيْكَ غديرُ نُعمى | صفا مَتناه واطَّرَدَ الحُبابُ |
وظِلٌّ لا يُمازِجُه هَجيرٌ | وشَمسٌ لا يُكَدِّرُها ضَبابُ |
وأيامٌ حَسُنَّ لديَّحتى | تساوى الشَّيبُ فيها والشَّبابُ |
فإن تُلحِقْ ثوابَك بي ثياباً | فأيسرُ ما تجودُ به الثِّيابُ |
إذا احتفلَ النَّدِيُّفأنت أَرْيٌ ؛ | وإن حَمِيَ الحديدُفأنتَ صَابُ |
وإن خفي الصوابُ على ملوكٍ | فإنَّ جميعَ ما تأتي الصَّوابُ |