جاءت العاذلات شيئاً فريا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
جاءت العاذلات شيئاً فريا | وظمئنا الى لقاك فريّا |
يا قريباً من المحب بعيداً | وعذاباً الى المحبّ شهيا |
وغزالاً لناظريه فتورٌ | تركا القلب كالزناد وريا |
غلب الصبر في هوى ناظريه | وضعيفان يغلبان قوياً |
و على وجنتيه نار أراني | إن تسليت عن هواها شقيا |
يا خليلي عندها خلياني | أنا أولى بوجنتيه صليا |
أنا أدري بأن لي من سناها | في الجبين طالعاً قمريا |
لا أرى حين حل عقرب صدغ | سفر القلب في هواها رديا |
بأبي غصن معطفيه على القر | ب وفي البعد جانياً وجنيا |
و يتيم من لؤلؤ الثغر حلوٌ | راح في مثله الرشيد غويا |
ذو ابتسام بالسهد أرمد عيني | مع أني اكتحلته لؤلؤيا |
تارة في بضائع الحسن يأتي | جوهرياًُ وتارة ً سكريا |
فتنة الحسن فوق خديه لا تب | رح قيسيّ رأيه يمنيا |
أنظم الشعر وهو يبسم عجباً | ولهذا أتى به جوهريا |
عامرياً من التغزل فيه | ومن المدح بعده قرشيا |
حبذا من قريش في الشام فرع | أبطحي أكرم به بهنسيّا |
شمس عليا عمَّت منافعها الخ | لق قريباً من الورى وقصيا |
و كريم زاكي الأصول هززنا | منه للمكرمات فرعاً زكيا |
فإذا ما دعى رسول رجاء | فضل أبوابه دعى خزرجيا |
و اذا ما سقى نداه نباتي | طاب مدحي في الحالتين رويا |
كم سبرنا له تقى ً ونوالاً | فوجدنا في الحالتين وليا |
كم ثناء وإلى لعلياه مدحاً | حسناً في الورى وقدراً عليا |
و معان يحيى لها فلقد أو | تي حكم الفخار فيها صبيا |
تالياً في العلى وزيراً شهدنا | ه لآمالنا وفياً حفيا |
قال إحسانه تهنوا نوالاً | وزكاة منه وكان تقيا |
حبذا تلو ذاك شمساً تلونا | مدح أيامه جليلا جليا |
خطبته مناصب الدين والدن | يا كما قد نرى فكان الكفيا |
عن تفاريق يمنه فاسأل الجا | نع تسئل لسان صدق عليا |
ياله في الورى فتى قريشاً | عمَّ بالخير جامعاً أموياً |
و رئيساً نجا ذوو القصد لما | قربت منها الملوك نجيا |
و رأوا عزمه لدين ودنيا | شافياً كافياً غنياً مليا |
سائرات أقلامه يوم حفظ | وعطاء على الصراط سويا |
فترى الحق كالصباح رواءً | وترى الخير كالغمام رويا |
و ترى اليراع يجري بجود | وبيان جواده العربيا |
صان وجهي عن الورى بأياد | وأياد غيرن حالي الرزيا |
فأنا اليوم والزمان بخير | ها كأن السعيد كان شقيا |
جنة من دمشق نرتع فيها | ولنا الرزق بكرة وعشيا |
يا كريماً يخفي أياديه لو كا | ن شذا المسك والصباح خفيا |
أصلح الباطن افتقادك والظا | هر اذ كنت جائعاً وعريا |
فابق ما شئت كيف شئت مرجى | مستفاض النعمى سنياً سريا |
يلتقيك الثنا ويزداد طيباً | مثلما يلتقي الرياض الوليا |