في خضرة الخريف!!
مدة
قراءة المادة :
دقيقة واحدة
.
بين كلِّ قوافيه السَّاحرة يجلس محمودٌ واجمًا كأنَّه الأخلاق في زمن استباحتها!! رأيته من بعيد يكتب كلماته بسبابته اليمنى، ويدندن بصوت رفيع كأنه صباح يشق الضباب!! اقتربتُ منه أكثر، حاولتُ أن أستنطقه ليبدو أجمل، رمقني بعينين خريفيتين، ثم أخذ نفسًا عميقًا؛ وأشاح وجهه!! لم أكن أتصوَّر يومًا أنني قانون وضعيٌّ في ناظريه يهتك الحجبَ والسَّتائر. استفزني؟! قلت في نفسي: أكل هذا الحزن على أخلاق قد ضاعتْ في طفولتها؟! فردَّ عليَّ وكأنَّه قد سمع كلَّ ما قلتُه: نعم، بأيِّ طريق تلاحق الأمةُ مجدَها إذا فقدتْ أخلاقها؟؟!! ومضيتُ في طريقي وأنا أردِّد متفاجئًا من شدّة حدسه: بأيِّ طريق تلاحقُ الأمةُ مجدَها إذا فقدتْ أخلاقها؟؟!! بأيِّ طر....