إن طيفاً عن حال شجوايَ أملي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
إن طيفاً عن حال شجوايَ أملي | لست أدري أدى الأمانة أم لا |
جاء ضيفاً ورده سهد عينيّ | فولى بيَ الهمومَ وولى |
ليت طيف الحبيب ينقل جسمي | لا حديثي فكان يحسن نقلا |
بأبي من إذا تثنى دلالاً | أطرقت في رياضها القضب خجلا |
فاتك اللحظ وهو حلوٌ مع الف | تك فيا حبذا الحسام المحلى |
عرف الناس سحر عينيه لما | هز جفنا فصير الجفن نصلا |
و عليه تأصل الحب لما | مدّ فرعاً فصير الفرع أصلا |
مد صدغاً على عذارٍ وخدٍ | فرأينا مرعى ً وماءً وظلاّ |
ورنا بعده الغزال فقلنا | حطّ يا ظبيُ عن جفونك ثقلا |
ليس يسلى هواه من قلب صب | ونعم فوق نار خديه يسلى |
يا سلوي عليه بعداً وسحقاً | واشتياقي اليه أهلاً وسهلا |
أشتكي جوره التذاذاً بذكرى | شخصه كالأريحيّ منه عدلا |
عجبي منه ظالماً مستطيلاً | وهو إن ماس أعدل الناس شكلاً |
باخل بالكلام لكن له سياً | ف لحظ تكلّم الناس طفلا |
يا بخيلاً بلفظه ولقاه | شذّ ما قد بخلت قولاً وفعلا |
خنت عهدي ولست أول خل | خان بعد الولاء والودّ خلاّ |
رب يومٍ قد كان ريقك فيه | لي راحاً وكان خدك نقلا |
سائلي عن قديم دهري إيها | ذاك وقتٌ مضى ودهرٌ تولى |
و ليال جادت وأعقبت اله | مّ فياليت جودها كان بخلا |
و حبيب جفا ولست بسالي | ه وحاشا ذاك الجمال وكلاّ |
تتقلى به العواذل غبناً | فهو يهوى وعذَّلي فيه ثقلى |
عذلوني وفي الحشا عقد ودّ | لم يدع لاستماع عذلٍ محلا |
أنافي الحب مثل قاضي قضاة الد | ين في الجود ليس يسمع عذلا |
معرف في العلى لماضيه يتلو | وثناه على البسيطة يتلى |
دلفي يوم الفخار يجلى | وبه منهم الخطوب تجلّى |
حاز غايات أهله بمساع | قدَّمته إلى السيادة أهلا |
فأفاض الجودين عدلاً ومالاً | وحمى الجانبين حزناً وسهلا |
وحرام أن يطرق العسر والجو | ر فتى ً كان في مغانيه حلاً |
همة تحسب النجوم على الأف | ق شعاعاً من جرمها يتجلى |
وعلوم فاضت على الأرض بحراً | هادياً لم يعف كالبحر سبلا |
كم قضى فرض قاصدٍ لحماه | ثم والى فأتبع الفرض نفلا |
كم جنينا منه المواهب شهداً | إذ بنينا له الركائب نملا |
كم الى بيت ماله في العطايا | قد ضربنا بطالع العيس رملا |
لائميه على المكارم كفوا | إنَّ للصب بالصبابة شغلا |
يا له سالكاً بغير مثيل | في طريقٍ من السيادة مثلى |
وإماماً أقلامه كل يوم | تتلقى الاقلام قدح معلى |
صان للفضل ذمة وحوى العل | م جميعاًُ فلم تقل فيه إلا |
لو أرادت شهب النجوم علاه | ما عزا الفيلسوف للشهب عقلا |
ما ألذ النعمى لديه وما أش | قى حسوداً بناره بات يصلى |
وعدواً ان لم ينازله بالقت | ل كفاه سيف التحسد قتلا |
أضعف الهمّ جسمه فاذا قا | ل لرجليه بادري كتبت لا |
قد بلونا السادات شرقاً وغربا | فوجدنا جلال علياه أجلى |
قيل يعني عطاردا قلت لا بل | مشتري الحمد بالنفائس بذلا |
يا إماما اذا المفاخر نادت | ه مشى ساحب الذيول مدلا |
أتشكى لك الزمان الذي تمل | ك إصلاحه لديّ فهل لا |
ومقام للعلم لولا نظام | من مساعيك ما تنظّم شملا |
ومحاريب شدتها بدروس | وصلاة تحبى اليها وتجلى |
حبذا أنوار شخصك في سجا | د محرابه النقى والمصلى |
ربّ مدح لولاك أمسى محالا | ورجاء لولاك أصبح محلا |
حبذا لي مدائحٌ فيك تبدى | من حياء كالروض يحمل طلاّ |
طال إملاؤها عليك ولكن | لك كفّ من العطا لم يملا |
عادة لامها النصيح على البذ | ل فقالت سجية الأصل مهلا |
إن أكن أحسن الثنا فيك قولا | فلقد أحسنت أياديك فعلا |
زادك الله بسطة واقتدارا | ومقاماً على السهى ومحلا |
جمع الله فيك ما عزَّ في الخل | ق فسبحانه وعزَّ وجلا |