وهارب من رضوان
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
وهارب من رضوان | أوقعني في النيران |
والحسن شيء فتان | وللشجون أفنان |
جلّ صنع الرحمن | خالق قدّ الأغصان |
يحمل السوسبان | الجيد فيه السوسان |
والصدر فيه الرمان | عيناي منه عينان |
والليل عندي ليلان | يا ويح قلبي الهيمان |
تصيدته الغزلان | بين اللوى فعسفان |
و كلمته الأجفان | بمثل ما في الأجفان |
و اقتاده بارسان | الشعر حبلٌ فتان |
و الفرق فيه قد بان | مثل الهدى في الطغيان |
أين طريق السلوان | ألردف عبل ريان |
فيه النقا والنعمان | والخصر واهٍ ظمآن |
تغيب فيه العينان | كأنه في الأعكان |
سر طواه نسيان | والقدّ لدن نشوان |
لين وفيه ليان | واعجباً يا غطفان |
حلون مثل المران | من لفؤادي الولهان |
أرق جفني وسنان | ينهب نوم السهران |
منفرد في الأزمان | كأحمد في الإعيان |
قاضي القضاه المعوان | على الزمان إذا مان |
نعم ملاذ اللهفان | أبلج طهر الأردان |
من دنس الادران | لا ضرع ولا وان |
أتعبه ذو الشان | في الكرم والحسان |
ان الرئيس تعبان | لراحتيه بحران |
و قال ضد سجلان | جم الغمام الهتان |
من دون ذاك الامكان | فالطلّ رشح البحران |
و البرق نار الشنان | يا معملاً بالقيعان |
كل أمون مدعان | تقطع خيط الظلمان |
لذ بحماه القصان | وطف بتلك الأركان |
و اسكن فروع ثهلان | وادع كريماًُ يقظان |
عن الملام كسلان | وللعفاة عجلان |
و بالثناء شبعان | وهو اليه جوعان |
يغني ويضني الجوان | كفاجر في نيسان |
ألفاظه وسحبان | وحكمه ولقمان |
و مجده وكيوان | بين النجوم الفان |
لم يختلف في ذا اثنان | وماله في خذلان |
قد قتلته كفان | أكياسه كالأكفان |
هذي العطايا الحسان | لا جفنة في عنان |
فاق وفاء القينان | شيوخهم والشبان |
كالبحر بين الخلجان | والليث بين الذئبان |
سيان شأو الفرسان | حيث العلوم ميدان |
جريُ سواه بهتان | والعدوُ معه عدوان |
ذو قلم في التبيان | بادي السنا والبرهان |
يفر عنه الشيطان | معلم من خفّان |
بأس هزبر غوثان | وجود غيم ملآن |
اذا قسا واذا لان | وكل شيء إدمان |
طروسه كالغدران | وخطه كالريحان |
و لفظه كالمرجان | لفظ عليّ التبيان |
ما ظمئته الأذهان | لا إنسها ولا الجان |
لولا التقى والإيمان | لقيل فيه قرآن |
إيه فذاك الانسان | إنسان كل إنسان |
إن الغمام المنان | يجودنا في الأحيان |
و وجهه كالغضبان | وأنت دون إبان |
دائم صوب جذلان | ما المنعمان سيان |
كاد نداك الطوفان | يعطي العطا من لا كان |
كل الأنام ضيفان | نزاعهم والقطَّان |
ما لثراك أكنان | رفقاً لشدّ ما هان |
لك الثناء المرنان | بين حداة الركبان |
يشيب معن شيبان | ويجدع ابن جدعان |
لولا عطاك الطنان | به دمشق تزدان |
كانت كبعض البلدان | لا علمٌ ولا بان |
مع أن فيها سكان | مرعى ولا كالسعدان |
يكتنفاه السعدان | سرّ زكا وإعلان |
ما لسناه كتمان | صبح أضاء الأكوان |
يثني عليه العصران | من معشر ذوي شان |
شم الأنوف غرّان | مجتمعين وحدان |
حلوا محل الجان | من الكرام الشجعان |
طابوا وطاب الأصلان | مخاثراً وألبان |
أبناؤهم والولدان | مثل كعوب العيدان |
أقدارهم في أوطان | لها البروج جدران |
و النيرات جيران | يكاد يأتي العطشان |
إلى السحاب أشطان | يا شارباً بأثمان |
من عرفه والعرفان | مدحاً يحلي الآذان |
حيث الزمان خوان | ووجهه كالصوان |
يبيع مثلي مجان | والشعر بين الخلان |
كالشمس بين العميان | تمل مدحاً قد زان |
روض العلى بأكوان | شقائقاً وحوذان |
ما لفصيح ذبيان | شقيقه في النعمان |
خدمة بعض الغلمان | نظم فيك ديوان |
في كل حرف حسان | وكلّ بيتٍ سلمان |
و اهنأ بعيد الرضوان | وانحر ضحاياك الآن |
أعادياً وقربان | وابق فكلنا فان |
ذا قوة وسلطان | لا تخش ضد معيان |
يكيد كيد السرحان | إنّ النجوم أعوان |
لك العلى والرجحان | وللأنام النقصان |
مادام فيها ميزان |