يا بروقاً على ربى يبرين
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يا بروقاً على ربى يبرين | أي بيض أغمدت بين جفوني |
نحرت نصلك الكرى فلهذا | سال من مقلتي دمٌ من شجوني |
وحكت رونثق الثغور الى أن | ضحكت بالبكا ثغور العيون |
آه للثغر والفم العذب أمسى | منهما العقل بين ميم وسين |
وغرير مازلت ألقى الهوى في | ه بدمعٍ وافٍ وصبر خؤون |
ما عذولي في حبه برشيد | لا ولا رأيُ ناصحي بأمين |
و ديارٌ من الأحبة أقوت | فصداها لبعدهم كالأنين |
درست فهي لا تبين الاّ | بالأسى تستفزّ قلب الحزين |
أو أرى في أراكها ضوء ثغر | كلما ضل رسمها يهديني |
معهد طالما نعمت وعيشي | مستماح اليدين غير ضنين |
بغصون من أرضه كقدودٍ | وقدودٍ من أهله كغصون |
و جنان الخلود يفتح منها الل | ثم صدغاً يظل كالزرفين |
كنت فيها أثرى الأنام من الصب | وة واللهو والصبا والجفون |
بين راحٍ من الأباريق مك | يول ولفظ من الغنا موزون |
ذاك عيش مضى عزيزاً فلا غر | و لعين تبكي بماء معين |
و وجوه مثل الدنانير قد عا | جلها دهرها بصرف المنون |
قد رماني بضر أيوب منها | كل خدّ بصدغه ذي النون |
ثم زال الصبا ومن كان يصبي | وشجوني كلما علمت شجوني |
لست أسلو تلك المحاسن حتى | يتسلى الندى جلال الدين |
ملتقى القصد مرتقى المدح مهوى ال | رفد غيث الولي غيظ القرين |
بحر فقه وان تشأ فابن بحر | في ضروب البيان والتبين |
وخطيب يكفي الخطوب بلفظ | يستميل الصخور بالتليين |
ساجع يورق المنابر ميساً | فتلذّ الأسجاع فوق الغصون |
وإمام المحراب يشهد علمٌ | حازه أنه إمام الفنون |
وسريّ ضاهى الهلال ارتفاعاًَ | وضياء بعزمه المستبين |
ساور الفرقدين عنه الى أن | أسلماه وتله للجبيبن |
ضاع مدحٌ يهدي لغير علاه | ضيعة البكر في يد العنين |
فعلت راحتاه في كلّ عسرٍ | مثل فعل المضاف في التنوين |
كل يوم فتوة ٌ وفتاوٍ | منقذات الجهول والمسكين |
قسماً بالضحى لديه من البش | ر وبالليل من يراعٍ أمين |
إنَّ نظم المديح فرضٌ علينا | كلّ يوم لعزمه المسنون |
شبه الناس جوده بالغوادي | كاشتباه الهلال بالعرجون |
هكذا يفخر المحاول فخراً | ليس حسن الوجوه كالتحسين |
شرفٌ في تواضعٍ واحتمال | في اقتدارٍ وهيبة ٌ في سكون |
لجأ الفضل من علاه لطودٍ | مشمخرٍ سامي المنال ركين |
ويراع قد كان مرباه قدماً | في عرين يسقى بغيثٍ هتون |
فلهذا في الجود حاكى حبا الغي | ث وحاكى في البأس أسد العرين |
فيه سحر يبين عنا شكوكاً | أيّ سحرٍ كما رأيت مبين |
ووقى كل آمرٍ جلب القص | د لمغناه غير ما مغبون |
من أناسٍ سادوا وشادوا معالي | هم بشدٍ عند الفعال ولين |
مثل بيضٍ من الظبا رونقاً في | صفحاتٍ وحده في متون |
ملكوا راية البيان وحلوا | عنق الدهر بالكلام الثمين |
أيها العالم الذي حصَّن الدّ | ين بأوراق كتبه في حصون |
أمر الله أن تسود ويزهى | حينك المجتلى على كل حين |
فابق سامي المحلّ هامي العطايا واجتل البكر من ثنائيَ لا تحتاج من واصفٍ الى تزيين أنت أولى يا بحر علمٍ وبرّ كل وقت بمثل هذي النون سلكت راحتاك ما استصعب النا س من الجود والعلى في الحزون أصل كل الأنام ماءٌ ولكن أنت من رائقٍ وهم من أجون | سابق المجد دائم التمكينسقط ابيات ص |