أرشيف الشعر العربي

سلت صوارمها من الأجفان

سلت صوارمها من الأجفان

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
سلت صوارمها من الأجفان فسطت على الآساد والغزلان
وتبسمت عن لؤلوءٍ متمنع حتى بكيت عليه بالعقيان
غيداء أستجلي البدور لوجهها إذ ليس حظي منه غير عيان
تركية للقان ينسب خدها واصبوني منه بأحمر قاني
خدٌّ يريك تنعماً وتلهباً يا من رأى الجنات في النيران
ومحاسن تزهو وتخلف عهدها وكذا يكون الروض ذا ألوان
كالجنة الزهراء إلا أنّ لي من أدمعي فيها حميماً آن
يحمي نعيم خدودها أن يحتنى أو ما سمعت شقائق النعمان
ترنو لواحظها إلى عشاقها فتصول بالأسياف في الأجفان
و يهز حلو قوامها مرج الصبا هز الكماة عواليَ المران
ان صدها عني المشيب فطالما عطفت شمائبلها بما أرضاني
و بلغت مالا سولته شبيبتي وفعلت ما لا ظنه شيطاني
و جنيت من ثمر الذنوب تعمدا لما رأيت العفو حظّ الجاني
و حلبت هذا الدهر أشطر عيشه فوجدت زبدتها متاعاً فاني
و سبرت اخلاق الكرام فلم أجد في الفضل للملك المؤيد ثاني
ملك ترنحت المنابر باسمه حتى ادّكرنَ معاهد الأغصان
بادي الوقار اذا احتبى وحبا الندى أبصرت سير السيل من نهلان
قامت بسؤدده مآثر بيته وعلى العماد إقامة البنيان
قسماً بمن أعلى وأعلن مجده وأفاض أنعمه بكلّ مكان
ما حاد عني الفقر حتى صحت في مدحي أنا بالله والسلطان
فوجدت للنعماء ملء مآربي ووجدت للأوصاف ملء لساني
و مدحت من نشرت مدائح مجده ذكري فلو لم يعطني لكفاني
ملكاً أبر على الأولى متأخراً عنهم كبسم الله في العنوان
تعب الأنامل لا يغب نواله إنَّ العلى والمجد للتعبان
اعطى وقد منع الغمام وأرشدت أراؤه والنجم كالحيران
و اعتادت الهيجاء منه غضنفراً سار من اليزنيَّ في خفان
تتالف العقبان فوق رماحه إلف الحمام على غصون البان
و يصح علم الكيمياء وسيفه فترى اللجين يعود كالعقبان
و يقول فيض فعاله ومقاله مرج النهى بحرين يلتقيان
يا مشتري سلع الثناء بماله هنئت مرتبة على كيوان
صانت يداك عن الأنام وسائلي وثني حماك عن البلاد عناني
فمحوت الاّ من ثناك خواطري ونفضت الاّ من نداك بناني
وتركت مدح العالمين وذمهم وشغلت عن هذا الندى في شاني
وأقمت متصل الرجاء بواحدٍ لم يختلف في الفضل منه اثنان
متسلسل الكلمات في أوصافه متقيداً بصنائع الاحسان
لا يعدم الدهر الأخير بدائعاً تنهال بين سماحة ٍ وبيان
أكتال بالمكيال فضل هباته وأبيحه الأمداح بالأوزان

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن نباتة المصري) .


مشكاة أسفل ٢