اذا ظفرت يوماً بقربكمُ المنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
اذا ظفرت يوماً بقربكمُ المنا | فلست أبالي من تباعد أو دنا |
ولعت بعشقي فيكمُ فتأكدت | معانيه فاستولى فأصبح ديدنا |
ولما جنى طرفي رياض جمالكم | جعلتم سهادي في عقوبة من جنى |
أجيراننا ان عفتم السفح منزلاً | وأخليتموا من جانب الجزع موطنا |
فقد حزمتم دمعي عقيقاً ومهجتي | غضاً وسكنتم من ضلوعيَ منحنى |
وأرسلتم طيف الخيال لمقلة ٍ | اذا ما أتاها استصحب السهد ضيفنا |
وكم فيكم ُ يوم الوداع لشقوتي | هلالٌ سما غصنٌ زها رشأٌ رنا |
اذا شمت تحت الجتاجبين جفونه | أرى السحر منها قاب قوسين أو دنا |
أما والذي لو شاء قصّر بينكم | فلم يتعب الطيف المردد بيننا |
لقد خلقت للعشق فيكم جوانحي | كما خلق الملك المؤيد للثنا |
مليكٌ له في العلم والجود همة ٌ | ترى المال في الإقتار والعيش في العنا |
بني رتباً قد أعرب المدح ذكرها | فيا عجباً من معربٍ كيف يبتنى |
وأولى الندى حجتى اقتنى الحمد مخلصاً | فأكرم بما أولى وأعظم بما اقتنى |
وجلى ثغور الأرض من قلح العدى | ولم لا وقد جرَّ الأراك من القنا |
يكاد يعد النبل في حومة الوغى | أقاحاً وأطراف الأسنة سوسنا |
أخو فعلاتٍ تصرف الروع بائناً | الى كلماتٍ تنفث السحر بيننا |
لئن أجريت ذكرى المعادن انني | أرى أرضه للعلم والجود معدنا |
خليليَّ هذا من حماة ٍ محله | فعوجاً على الأرض التي تنبت الهنا |
فلا جلقٌ بالسهم تمنع قاصداً | ولا حلب الشهباء تلبس جوشنا |
غنيت بجدواه فأطربني السرى | ولا عجبٌ أن يطرب المرء بالغنا |
ولا عيب فيه غير أني قصدته | فأنستني الأيام أهلاً وموطنا |
تعلمت أنواع الكلام برفده | فأصبحت أعلا الناس شعراً وأحسنا |
اذا قيل من ربّ المكارم في الورى | أقل هو أو ربّ القريض أقل أنا |