تفهمه قلبي الشجيّ فهاما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تفهمه قلبي الشجيّ فهاما | ولم يره طرف الغبيّ فلاما |
وعرفني بالحب في خدّ عارضٍ | بدا ألفاً ثم استدار فلاما |
بوحي رشيق المقلتين إذا رنا | رمى في فؤاد المستهام سهاما |
جعلت دموع العين جارية ً له | وصيرت قلبي في هواه غلاما |
من الغيد حسبي ورد خدّيه نزهة | وريقته يا حسرتاه مداما |
يقول حلالٌ خمر ريقي وليته | سقاني به كأساً وكان حراما |
لئن تم عشقي في ملاحته لقد | تعشثقت بدراً في الملاح تماما |
وعذبني ذاك المليح بناره | فكان عذاب القلب فيه غراما |
ووالله لا أصغيت فيه لعاذل | ولو ذاب جسمي لوعة ً وسقاما |
سأزداد في الحب انتساباًَ لعامرٍ | إلى أن أزيد العاذلين ملاما |
يقولون أعدتك السقامَ جفونه | فقلت ومن أعدى الجفون سقاما |
ومن مزج الغصن الرطيب بعطفه | فكان مزاج المعطفين قواما |
تناوحت العشاق إذ ماس قده اذا خاطبتني في هواه عواذلي مضيت على حالي وقلت سلاما | فيا لك غصناً في الهوى وحماماسقط بيت ص |
كما خاطب العذال جود محمدٍ | فأعرض عنهم واستهلّ غماما |
رئيسٌ على التحقيق قالت صفاته | لنقاده ذا ما يخالط ذاما |
سمونا لمدح المفضلين وإنما | لأمثاله في الفضل لن يتسامى |
وألت معانينا الى مسك ذكره | فكانت لذكر الأكرمين ختاما |
أخو العلم والتقوى تقدّم فيهما | فكان أمراً للمعتقين إماما |
يقضون للملك النهار فان دجى | مسا الليل باتوا سجداً وقياما |
وأضحى لسر الملك صدرا قد انتقى | له مستقراً في الورى ومقاما |
سقى الغيث مثوى الصاحب الشرف الذي | عهدنا به عهد النوال ركاما |
وغرّ المعالي أخجلت كل سالفٍ | من القوم كانوا للأمور قواما |
تنادي نظام الملك أسلاك فضله | إليك فما كل النظام نظاما |
لنعم الفتى أبقى لروض نباته | شميما وأوهى الدهر منه شماما |
ونعم سبيل المكرمات محمد | اذا ما ذكرنا ناسلاً وإذا ما |
بدا مثل ما يبدو الصباح فخاره | فزيّل من ظلم الزمان ظلاما |
وعال باذن الله أبناء آدم | وحامٍ بأفاق الفخار وساما |
بليغ الندى والنطق تلقاه فيهما | فريداً وتلقى المكرمات نواما |
له قلم ان ماس كان لمعتفٍ | حياة ً وإلا للعدو حماما |
يمجّ شهادا تارة لوليه | ووقتاً لشانيه يمجّ سماما |
قرين الفتاوى والفتوة لم يذق | بليل مداد بين ذاك مناما |
تسهّد في حفظ الممالك جفنة | وفي كلّ جفن قد أنام حساما |
بكفّ كريم الراحتين مؤمل | فيا لك برقاً في الندى وغماما |
ويا لك في النطق البليغ قدامة | وفي طيران الذكر عنه قداما |
شكوت له ظلم الزمان وانما | الى سيدٍ برٍّ شكوت غلاما |
فردّ الزمان الجهم عني خاضعاً | فتى ليس غيم الظن فيه جهاما |
وجدد من جدواه مالا نسيته | ولم يبق من عند الزمان مراما |
وألبسني بيضاء رد ضياؤها | لدى حاسد حتى استحال ضراما |
أمدّ يدي في كل يومٍ لذيلها | فآخذ من جور الشتاء ذماما |
ومذ علقت منها بناني بعروة ٍ | شددت لطرف القول فيه حزاما |
فلا زال ممدوحاً اذا ما وصفته | زحمت المعاني المائلات زحاما |
أولد مع فقد الصبا جوهر الثنا | يتيماً وأولاد الشيوخ يتامى |