ربع لعزة صامتٌ لا يفهم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ربع لعزة صامتٌ لا يفهم | وقلوبنا في رسمه تتكلم |
لو لم تعف حماه غرّ سحائب | تهمى لعفته مدامع تسجم |
وعلى البكى فلقد يروق كأنما | قطع الغمام عليه برد معلم |
ما أنس كم ليل عليه قطعته | بالوصل تعذرني عليه اللوم |
حيث المجرة فيه مثل سبيكة | قد جرّبت فالبدر منها درهم |
وضجيعتي خود بحكم جفائها | ولقائها يشقى المحبّ وينعم |
حوراء الا أنها قد أسكنت | قلبي الذي تبلته وهو جهنم |
لو لم تكن روضاً لما كانت اذا | هطلت غيوث مدامعي تتبسم |
يا قلب هذا شعرها وجفونها | فاصبر اذا زحف السواد الأعظم |
ما الشمس أشرف بهجة منها ولا | صوب السحائب من عليّ أكرم |
بحر تعلمنا المديح صفاته | فعقوده منه عليه تنظم |
متيقظ الآراء تحسب أنه | كل الأمور لديه غيباً يعلم |
ومسدد الحركات ينهلّ الندى | وتخيم العلياء حيث يخيم |
جزل العطاء والبأس حين خبرته | كالسيف حين يروق ثم يصمم |
تجني فيحلم بعد ما جاورته | حتى تظن لديه أنك تحلم |
رفق كما انحلت خيوط غمامه | فإذا سطا نزل القضاء المبرم |
نطق الزمان به وكلّ مفاخر | كلمٌ على لسن الزمان مجمجم |
إنظر لحبوته وأنعمه تجد | من جانبي رضوى سيولاً تفعم |
لا عيب فيه سوى تسلط جوده | فالمال من نفحاته يتظلم |
لله ما بلغت مساعيه وما | جمعت من المجد الذي لا يرغم |
كرم تصلي السحب خلف صلاته | لكنها للعجز عنه تسلم |
وثنا يقيد بالمدائح ذكره | فتراه ينجد في البلاد ويتهم |
عبق الشذا تحكيه زهر كمائم | في الروض الا أنها تتكلم |
وفضائل لذت وعزّ مرامها | فكأنها شهدٌ يذاق وعلقم |
من كل ساجعة السطور كأنما | همزاتها ورقٌ بها تترنم |
وقصيدة غراء تعلم أنه | قد غادر الشعراء ما يتردم |
وتواضع كالشمس دانٍ ضوءها | والقدر أرفع أن ينال ويكرم |
يممه يا راجيه تلق خلاله | تسدي بها حلل الثناء وترقم |
يرجى فيعطي فوق كل رغيبة | وتطيش ألباب الرجال فيحلم |
واذا دعى الداعي نزال وجدته | بالرأي يطعن واليراع فيهزم |
قلم له في كل يوم كريهة | أنباء يجري في جوانبها الدم |
نادى سواد النفس لما أفصحت | كلماته أنا عبد من يتفهم |
و جرت بحكمته يدٌ من تحتها | أبداً يدٌ من فوقها ابداً فم |
يا ابن الذين لهم سناً بهر الورى | وعلاً نبجل ذكرها ونعظم |
شرف ولكن بالهلال متوج | فوق السماء وبالسماك مخيم |
يفدي ربيع نداك مثر كفه | أبداً جمادى أو نداه محرم |
قرم يعيس للمديح اذا شدا | فكانه عند المديح مذمم |
أنت الذي لجأت اليه مدائحي | أيام لا وزرٌ ولا مستعصم |
اغنيتني عمن إذ مدح امرؤ | لم يفرحوا واذا هجا لم يألموا |
خذها اليك بديهة عربية | ما نال غايتها زياد الاعجم |
شاب الوليد لعجزه عن مثلها | وارتد عن نظم القوافي مسلم |