ماضرّ من لمْ يجدْ في الحبّ تعذيبي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ماضرّ من لمْ يجدْ في الحبّ تعذيبي | لو كان يحملُ عني همّ تأنيبي |
أشكو الى اللهِ عذّالاً أكابدهم | وما يزيدون قلبي غيرَ تشبيب |
وخاطرٍ خنثَ الأشواقِ تعجبهُ | سوالفُ التركِ في عطفِ الاعاريب |
كأنني لوجوه الغيدِ معتكفٌ | ما بينَ أصداغِ شعرٍ كالمحاريب |
كأنني الشمعُ لما باتَ مشتعلَ ال | فؤاد قال لأحشائي الأسى ذوبي |
لا يقربُ الصبرُ قلبي أو يفارقه | كأنهُ المالُ في كفّ بن أيوب |
لولا ابن أيوبَ ما سرنا لمغتربٍ | في المكرمات ولا فزنا بمرغوب |
دعا المؤيد بالترغيب قاصدهُ | فلو تأخر لاستدعي بترهيب |
ملكٌ اذا مرّ يومٌ لا عفاة به | فليس ذلك من عمر بمحسوب |
للجود والعلمِ أقلامٌ براحتهِ | تجري المقاصدُ منها تحتَ مكتوب |
مجموعة ٌ فيه أوصافُ الأولى سلفوا | كما تترجم أخبارٌ بتبويب |
اذا تسابق للعلياء ذو خطرٍ | سعى فأدركَ تبعيداً بتقريب |
وإن أمالَ الى الهيجاء سمرقنا | أجرى دماءَ الأعادي بالانابيب |
قد أقسم الجودُ لا ينفكّ عن يده | إما لعافيهِ أو للنسرِ والذيب |
أما حماهُ فقد أضحى بدولتهِ | ملاذَ كلّ قصيّ الدار محروب |
غريبة الباب تقري من ألمّ بها | فخلّ بغدادَ واتركْ بابها النوبى |
وانعم بوعدِ الأماني عند رؤيتهِ | فان ذلكَ وعدٌ غير مكذوب |
واعجب لا يدي جوادٍ قط ماسئمت | انّ البحارَ لآباءُ الاعاجيب |
كلّ العفاة عبيدٌ في صنايعه | ودارُ كل عدوّ دارُ ملحوب |
يا مانحي منناً من بعدها مننٌ | كالماءِ يتبعُ مسكوباً بمسكوبِ |
من كان يلزمُ ممدوحاً على غررٍ | فما لزمتك الا بعدَ تجريب |
أنت الذي نبهت فكري مدائحهُ | ودرّبتنيَ والاشيا بتدريب |
حتى أقمتُ قريرَ العينِ في دعة ٍ | وذكر مدحكَ في الآفاق يسرى بي |
مدحٌ بغار لمسودّ المداد بهِ | حمر الحلى والمطايا والجلابيب |