ليهن بنو الآمال أنك قادم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ليهن بنو الآمال أنك قادم | لك السعد والاقبال عبدٌ وخادم |
أرى العمر إلا يوم قربك باطلاً | كأني بين الناس بعدك حالم |
و يظمأ طرفي للقا وهو دامع ٌ | فيالك ظامٍ وهو في الماء عائم |
سقى الغيث عيساً للحجاز ركبتها | كما ركبت ظهر الرياح الغمائم |
وحملتها عبء العلوم فمن رأى | قواعد شرع حملتها قوائم |
ولما حللتَ البيتَ كاد مقامهُ | للقياك يسعى فهو للسعي قائم |
وأذكرته في الوفد وفد قديمه | لأنك للأموال في الجود هاشم |
يطوف بك المعترّ بعد طوافه | ويلثم بعد الركن كفك لاثم |
الى أن ملأت الحجر بالبيت والورى | لهذا كراماتٌ وهذا مكارم |
وعدتَ الى أوطان يثرب غانماًُ | وفي كل أرضٍ من نداك مغانم |
فعاد الى علم المدينة مالكٌ | وعاد الى جود البداوة حاتمٌ |
وكادت تبارينا دمشق بشجوها | اليك وقد تشجى الربى والمعالم |
لئن أوحشتها منك ربوة سؤدد | لقد أوحشتها من نداك المقاسم |
فوافيتها والعيش مقتبل الهنا | وعزمك مبرور وسرحك سالم |
تشير لرؤياك الغصون بأنمل | وتفتر من عجبٍ عليها الكمائم |
وتهتز أعواد المنابر فرحة ً | فهل رجعت للعهد وهي نواعم |
وما هي الا غابُ مجدٍ توطنت | مساكنه أشبالكم والضراغم |
وعظمتم وقد أحصيتم درجاتها | كما صدحت فوق الغصون الحمائم |
اليك جلال الدين أصبحت العلى | وسلّم أعراب الورى والأعاجم |
اذا ريم خير أو تعرّض حادث | روى نافع عن شيمتيك وعاصم |
سبقت الى الفضل السراة فما لهم | من الجهد الا أن تعض الأباهم |
وجدت على داني الديار ونازح | كأنّ المداني للبعيد مساهم |
فما فات رزق من تنبه للسرى | ومن يتمنى رزقه وهو نائم |
لك القلم الراقي سحائب أنمل | تريك رياض الخطّ وهي بواسم |
اذا هزّ في يوم الخطوب فعامل | وان هزَّ في يوم الخطاب فعالم |
علوتَ الى أن جئتَ بالشهب منطقاً | يضيء به سارٍ وينهل شائم |
وسكنت من جور الزمان محركاً | لأنك بالأفعال في الفضل جازم |
ونفقت قولي وهو في الدهر كاسدٌ | وحققت ظني وهو في الخلق واهم |
ونبهت من قدري الذي طال واعتلى | وأقدار قوم في التراب رمائم |
وكم مدحة لي فيك عاجلها الغنى | كما نثرت فوق العروس الدراهم |
قطعت بها أيدي وأرجل حاسدٍ | كما تتلوى في الصعيد الأراقم |
من الاء تسري في دجى من مدادها | وتجلى كما تجلى النجوم العواتم |
فخذها صناع اللفظ من متأخرٍ | مضى زمن عن مثلها متقادم |
مشوقة الممات يحسن رشفها | فيحلف إلا أنهنَّ مباسم |
علينا اجتهاد القول فيك وما على | أخي الجهد أن تقضى الحقوق اللوازم |
لئن كلفت علياك فكرة مادحٍ | وفاء معانيها لحسنك ظالم |