تاوّب كالبدر في جنحه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تاوّب كالبدر في جنحه | و أين العواصم من سفحه |
خيال يزور أخير الدجى | فتحسبه مبتدا صبحه |
و قد ضم جفني يزير الكرى | فيعرب في الحال عن فتحه |
هوى شارح لي حديث الغرام | فلا تسأل القلب عن شرحه |
تعشقه شاهر الوجنتين | بما لقى القلب من جرحه |
له سيف لحظ أراق الدماءَ | فحمرة خديه من نضجه |
كأنّ عذاريه خط الجمال | تميل النفوس إلى لمحه |
رئيس له في العلى منزلٌ | تزل الكواكب عن صرحه |
يرجى وإن زاد في سخطه | و يخشى وإن لان في مزحه |
ترقى بن محمود مرقى الهلال | فلاحظه الضدّ في نبحه |
و أعدى على نائبات الزمان | فما تشتكي الناس من فدحه |
براحته قلمٌ قد دعا | شكاة َ الزمان إلى صلحه |
يقول الرجاء لممتاحه | طغى سيل غيثك فاستصحه |
و يوضح للناس نهج الثناءِ | فنظم القصائد من منحه |
له كتبٌ في ديار العدى | غني بها الجيش عن كدحه |
تثقف مثل أعالي الشآم | بما اشتعل الدهر من لفحه |
لك الله من واضحً مجدُه | كما اتضح الأفق عن صبحه |
و برّك في الفضل برًّ رفيع | فليس المعاند من طرحه |
و كم لك عنديَ من منة ٍ | كما أسرف الغيث في سحه |
ينطقي جودك المرتجى | و يدعو اللسان إلى صدحه |
فأجلب نظمي ونثري له | و أورى الصحيحين عن مدحه |