أناعسة َ الأجفانِ أسهرتِ مكمدا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أناعسة َ الأجفانِ أسهرتِ مكمدا | عسى تكحلي عينيه بالخصر مرودا |
فيا حبذا للخصر مرود عسجدٍ | جعلت عليه للذوائب إثمدا |
لئن فهمت عيناك حالي معرباً | لقد سلّ منها الجفن سيفاً مهندا |
وان كان فيك الحسن أصبح كاملاً | لقد أصبح اللاحي عليك مبردا |
وان كنت مع شيبي خليع صبابة ٍ | فيا ربّ يومٍ من لقاكِ تجددا |
و ياربّ ليلٍ فيه عانقت كاعباً | تذكر صدري نهدها فتنهدا |
وقيدني احسانها بذوائبٍ | ومن وجد الاحسان قيداً تقيدا |
فياليتها عندي أتمت جميلها | فتكتب في قيدي عليه مخلدا |
زمان الصبى يا لهف حيران بعده | يظلّ على اللذات في مصر مبعدا |
ولو عاودت ذاك الشقي شبيبة ٌ | لعاود ذياك النعيم وأزيدا |
وأشهى اليه من رجوع شبابه | رجوعك يا قاضي القضاة مؤيدا |
بدأت بحكمٍ وقت الخلق حمده | وعدت فكان العودُ أوفى وأحمدا |
وكان سرور اليوم في مصر قد فشا | فكيفَ وقد أنشأت أضعافه غدا |
ولم أنس من دار السعادة صحبة | مباركة الاثنين تطلع أوحدا |
مدائح لما كان ممدوح مثلها | تراه البرايا مفردا كنتُ مفردا |
أجيدٌ ويجدي عادتينا وانما | لكل امرءٍ من دهره ما تعودا |
فدتكم بني السبكيّ خلقٌ رفعتمو | فلا أحد إلا اذاً لكم الفدا |
ولا أحدٌ إلا خصصتم برفدكم | فلا فرق ما بين الأحبة والعدى |
وما تخرج الاحكام عنكم لغيركم | فسيان من قد غاب منكم ومن بدا |
فلو وكفانا الله وليَ غيركم | لما راح في شيء يجيد ولا غدا |
وما الشام الا معلم قد ملأته | بعدلك أحكاماً وعلمك مقتدى |
حكمت بعدل لم تدع فيه ظالماً | وصلت بعلمٍ لم تدع فيه ملحدا |
وجدت الى ان لم تدع فيه مقترا | وسدت الى أن لم تذر فيه سيدا |
واعطيت في شرخ الصبا كل سؤدد | الى أن ظننا أن في المشيب أسودا |
يقول ثناء الخزرجي وقومه | لعمرك ما سادت بنو قيلة ٍ سدا |
ولا عيبَ في أثناء عيبة يلتقي | سوى سؤدد يضني وشاة ً وحسدا |
فدونكها علياء فيكم ترددت | وعزم اختيار فيكمُ ما ترددا |
وهنئتها أو هنئت خلعاً إذا | أضاءت فمن أطواقها مطلعُُ الهدى |
وان أزهرت بيضاً وخضراً رياضها | وفاحت ففي أكمامها سحب الندى |
اذا ابن عليّ سارفي الشعرِ ذكره | فقل حسناً زكَّى قصيداً ومقصدا |
جوادا أتينا طالباً بعد طالب | فهذا اجتدى منه وهذا به اقتدى |
مسافرة أموالهُ لعفاتهِ | كأنَّ الثنا حادٍ باظعانها حدا |
له في العلى بابٌ صحيحٌ مجربٌ | لعافٍ رجا خيراً وعادٍ قد اعتدى |
فلله ما أشقى الحسود بعيشة ٍ | لديه وما أهنى الفقير وأسعدا |
وكم قابلت رجوايَ حالاً حسبته | فضاعف لي ذاك الحساب وعددا |
وكم نقدة ٍ من تبره ولجينه | تخذتُ لديها كالمنجم مرصدا |
رأيت بنقديهِ بياضاً وحمرة ً | فقلت لي البشرى اجتماعٌ تولدا |
وسدت على نجل الحسين بمدح من | سأثقلُ أفراسي بنعماه عسجدا |
أأندى الورى كفاه وجهة ذي حيا | على أنه أجدى وجاد وجوَّدا |
أغارَ على حالي الزمانُ بعسفه | ولكن ندى كفيك في الحال أنجدا |
وما كنت أبغي في المعيشة مرفقاً | فكم من يدٍ في الجود اتبعتها يدا |
حلفت بمن أنشا بنانك والحيا | لقد جدت حتى المجتدي بك يجتدى |
ومن قطع الاطماع من كل حاسدٍ | لقد زدت حتى ما يكون محسدا |
ولا خبرٌ في الحلمِ والعلمِ والثنا | تجاه الورى الا وذكرك مبتدا |
فعش للعلى تاجاً يليق بمثله | فريد الثنا ممن أجاد منضدا |
تردّ الردى عنك المحبون فدية | تكون لهم في الترب مجداً مؤيدا |
ولا أرتضي موت العداة فانهم | ببقياك في عيشٍ أمرّ من الردى |