غازلتنا فأعيدي ماضي الغزل
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
غازلتنا فأعيدي ماضي الغزل | شواهر البيض من مسودة المقل |
إنا الى الله تلهينا الأوانس عن | مساجد النسك بالاصداع كالقبل |
غيد بدت فتولى الظبي من حنق | يسعى وأطرق غصن البان من خجل |
بأوجهٍ من بني بدر تناضلنا | من دونها لحظات من بني ثعل |
من كل مسكرة الألحاظ مائسة | يهزها الدلّ هزّ الشارب الثمل |
معسولة الثغر إلا أنّ قامتها | منسوبة القدّ للعسالة الذبل |
يلذ لي هجرها مع بغضها بدلاً | من البعاد ومن للعثور بالحول |
عدمت صبري ولم أظفر بريقتها | فما حصلت على صابٍ ولا عسل |
و عاذلي ليس يدري أن ناظرها | سيفٌ الى قتل مثلي سابق العذل |
خالي الحشا ان دعا فكري لشكواته | أجاب دمعي وما دمعي سوى طلل |
يامن تملك سكنى القلب معطفها | أعلى الممالك ما يبنى على الأثل |
ماذا على العاذل الجهميّ منظره | إنّ الصبابة من كسبي ومن عملي |
و ماعلى ظاهري من محاسنها | إني على الصبر فيها أيّ معتزل |
لم أنس اذ زارني طيف الخيال بها | يخطو ويخطر بين الحلي والحلل |
مأمورة الوصل والهجران جائرة | بالردف والعطف بين الريث والعجل |
سقياً لعطف على ردف ينوء به | وحبذا جبل الّريان من جبل |
و حبذا غزلي في الخصر قلت له | يا خير منتحل في خير منتحل |
و حبذا العيش والأيام مسعفة ٌ | ومصر داري وأحبابي بها خولي |
يا بارقاً من نواحي مصر مبتسماً | بلّغ تحية هامي الدمع منهمل |
واذكر اذا هب معتل الصبا جسدي | فربما صحت الأجساد بالعلل |
و الملك يصلح عقباها بصالحه | والفضل يقسم من ساداتها بعلي |
ربّ العطا والنقا إن شمت برقهما | علمت أنّ علياً كيف شاء ولي |
الباذل الوفر في بدو وفي حضر | والجامع الحمد من سهلٍ ومن جبل |
لله كم للعلى بكرٌ محجبة ٌ | زفت اليه لقد زفت الى رجل |
ثبت الجوانب والدنيا مزلزلة | وصائل الرأي والقرضاب لم يصل |
و الكامل الذات يروي فضل سؤدده | عواليَ الفضل عن آبائه الكمل |
تجمعت فيه أقسام الفخار كما | تجمعت قسم التفصيل في الجمل |
نوال عزٍّ أضافته الصفات إلى | تدبير محتنكٍ في عزم مكتهل |
إذا سقى ماله الظمآن أتبعه | جاهاً فيا لك من علٍ على نهل |
في مصر والشام يرجى سحب ذي كرم | بالجود مشتهر بالحمد مشتمل |
مطابق الوصف فوق النجم موضعه | والجود يدنيه قيس الكف للأمل |
لو قال طلت السهى قال الأنام نعم | يا صادق القول والعلياء فقل وطل |
مازال يعدل حتى ما بمصر سوى | من فائض النيل قطاع على السبل |
و منشئ اللفظ نبعاً للقلاع فما | يرى كنبعك طلاعاً على القلل |
نعم الفتى أنت في السادات اكبر من | مثل وأسير في الأوصاف من مثل |
و ابرع الناس نطقاً ليس محتفلاً | فكيف حين يراعى فكر محتفل |
في كفه قلمٌ ناهيك من قلم | ومن حسامٍ ومن رزق ومن أجل |
معدل بشهادات العلى وله | جراح يوم سطا يقذفن بالقتل |
حكاه في قطعه حد الحسام وما | حكاه في مقبل الأرزاق متصل |
سد يا علي فما أبقيت منقبة | يمتاز عنك بها في الأعصر الأول |
تحفى بمدحك أقلام مننت على | آمالها وعلى الأسياف في الخلل |
يا باسط الجود في سيف وفي قلم | لقد مننت على حافٍ ومنتعل |
يا ابن السراة إلى الفاروق نسبتهم | وجمعهم لفخار القول والعمل |
البالغين مدى العليا ولو قعدوا | والسابقين ولو ساروا على مهل |
من كل فاتح أرض غير طائعة | مبارك الفتح أنى سار والقفل |
فكل مقترب الأقلام ساجدها | بأشرف اللفظ يحمي أشرف الملل |
بّلغتني يا ابن فضل الله مطلباً | لم أرجه من بني الدنيا ولم أخل |
نلت العلى وكبتّ الحاسدين على | يد اغتنائك لا حيْلي ولا حيَلي |
وقد سموت لديوان الرسائل في | طي ادّكارك لا كتبي ولا رسلي |
مداً أخوك إلى مرقاه أوصلني | ولو ترقى اليه النسر لم يصل |
و إن تعذر معلومي عليه ففي | معلوم جودك أو في مدحه شغلي |
ان مد قصدي في الدنيا لغيركم | يد الرجا فرماها الله بالشلل |
بلغتم آل فضل الله منزلة | تحول زهر الدراري وهي لم تحل |
يخف نظم المعاني في مدائحكم | وفي سواكم فما يخلو من الثقل |
و يألف الناس عطفاً من عوارفكم | فما تميل أوانيهم الى بدل |
أنتم رجائي الذي وحدت مقصده | في العالمين ولم أعكف على هبل |
مالي وما للسرى قصداً لغيركم | هيهات لا ناقتي فيها ولا جملي |
فما لإيضاح لفظي لا يضيئ بكم | وقد بذلتم له الأموال بالجمل |
فدونكم من ثنائي كل سائرة | مرخى لها في عنان القول بالطول |
سيارة في بسيط النظم مسرعة | فياله من بسيطٍ جاء في رمل |
اسعى على درر المعنى بأبحرها | وسعيُ غيريَ في مستفعلن فعل |
بقيتم يا بني العلياء في نعم ٍ | ملء الزمان وفي أمن ٍوفي جذل |
تقاسم الناس في أيام سؤددكم | يوماً وليلاً فمن مثنٍ ومبتهل |