أرشيف الشعر العربي

مذ قيل فرعك بالذوائب عرّشا

مذ قيل فرعك بالذوائب عرّشا

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .
مذ قيل فرعك بالذوائب عرّشا شربَ المتيم كأس حبك وانتشى
وببعض ما فعلت بقلبي في الهوى عيناك صار الليثُ صيداً للرشا
ما بت ملآن الحشا من لوعة ٍ لولا الولوع بحبّ مهضمة الحشا
هيفاء أما جفنها فقد اشتكى سقماً وأما صدغها فتشوشا
تفاح وجنتها المفدى مقسمٌ بدمشق لا عدم المتيم مشمشا
تدمي جفوني وجنة ٌ دميت بها وأنا الذي بالحسن منك تحرشا
ولربّ ليلٍ قد عطفت وما انتشى فيه قوامكِ يا سعادُ وما ارتشى
ولففت هاتيك الذوائب أجتلي نعم العروس أو الأمير مشربشا
وأكاد آكل خده متجوعاً مما شربت رضابه متعطشا
ثم انتبهت وغاب طيفُ محجبٍ قطع الفؤاد المستهام وأرّشا
بالليل ألقى طيفه متأنساً واليوم ألقى هجره متوحشا
فمن العشاء الى الصباح لي الهنا وليَ الشقاء من الصباح الى العشا
يا أيها الطيف الذي ماضرّ من أهداه لما أن عشا لو أنعشا
سكني الذي مهدت من قلبي ومن كبدي له بين الجوانح مفرشا
أروي نسيم البان من أعطافه فكراً وأروي من سناه المدهشا
هبني رضيت بما ارتضاه فما لمن يلحي عليه بنفسه قد أبلشا
إنّ العذول إذا رآه ولامني أبصرتموا أعمى يحاول أطرشا
ما آنس الدنيا إذا أبصرته وإذا بصرت بعذلي ما أوحشا
حبي له حب الثنا لعليه هذا لعمر أبيك مع هذا فشا
قاضي القضاة وأنها لمكانة ٌ خطبت تقاه كما تشا وكما يشا
والمرتقي رتب العلى لا غشّ في محض الفخار ولا على صبحٍ غشا
لا وترَ عند الشافعيّ سواه في نصّ الثنا ممن مضى أو من نشا
أوفى السراة على المفاخر مفرداً فانظر اذا عدّ الجنود وجيشا
أهل الثناوالمجد هذا طار في أفقٍ وذا مع نسر شهب عششا
من كل أزهر في السماحة يرتجى كل الرجاء وفي الحماسة يختشى
دارت رحى الحرب الزبون به على عصبٍ فحقّ رؤوسهم أن تحرشا
ووفى بفياض النوال فما على عافيه أن يردَ النمير بلا رشا
وتجانست في العلم دوحته التي مدت فيالك مغرساً أو معرشا
شرفاً أبا الحسن الإمام بسؤددً ذهل الحسود به وطاشَ وطشطشا
ومكانة في العلم شبّ بقاعها نارُ الهدى فعشا اليها من عشا
وشريعة نهنهت عنها ملحداً مازال يبحث لحده حتى احتشى
وزهادة تبع ابنُ ادهم سبقها في عزة أجرى بقاها الأبرشا
ومكارم تكفى السؤال وهيبة تكفي روائغ ذكرها أن تبطشا
وبلاغة أما الطروس برقشها فلكم صفت في الواصفين مرقشا
واستشعر الماضي بها فلأجل ذا قد كان فاضل دهره متكمشا
نعم الفريد دراية ورواية يا صاحبي علمٍ وحفظٍ فتشا
أزكى الورى قلماً يفيد مصنفاً واسد سهماً بالثلاث مريشا
بيتاًُيهز الغصن منه لمجتن إذ هزّ للجاني المعاند أرقشا
في كف من لاعيب فيه سوى ندى فهمٍ على كل المحامد نبشا
مهما بدا مدح بديع قوله أو قاصر مد اليدين فحوشا
عربية في مجده قالت لمن يلحاه في الأمداح لو ذقت الكشا
وهوى ً يطالب علمه ونواله فكأنما يعطي على الطلب الرشا
وزيادة في مشترى مجد على قوم وكلّ جلّ عن أن يفحشا
ان الذي في يوم جود لامه مثل الذي في يوم حج أفحشا
لاقيته والحال أنكد ما أرى فأعادني والحال أوفق ما أشا
من بعد ما غابت بنو أيوب عن داع تحارف بعدهم وتحرفشا
واختل ذهناً فهو من اقتاره لا من غناه كما يقال تكبشا
أمشي الى القوت الزهيد وربما أعلو فلا قدمي ولا حالي مشى
وأبيت أرعى النيرات تخالني بالسرج عن ماضي الكرام مفتشا
حتى مددت اليه راحة عائل طاو فعجلنا نداه وكرشا
إن انقش الصحف الطوال بمدحه فلقد أخذت من الدراهم أنقشا
يا كاتم الجدوى وتلك شهيرة كالمسك ان تكتم نوافحه فشى
يا من جلبت لسوق أنعمه الثنا سلعاً فعاش بها الرجا وتعيشا
خذ من مديحي كل باسمة الربى مرت على سمع الحسود فأجهشا
من نظم مصري أقام بجلق ما كان في هذا الطراز مجيشا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن نباتة المصري) .

قد أسرج الشيب في فودي وألجمني

شكراً تقي الدين للمنن التي

قم هاتها في الليل راحاً كما

سرى طيفها حيث العواذل هجع

برغم العدى إنا فقدناك أوحداً


مشكاة أسفل ٢