حلفت بما يملا النديم وما يملي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حلفت بما يملا النديم وما يملي | لقد بت عن عذل العواذل في شغل |
اذا نادت الاحشاء يا آل محرق | أجابت فنادت فكرتي يا بني ذهل |
بروحي فتَّاك اللواحظ طالب | كرى مقلتي يوم النوى زدته عقلي |
من المغل أشكو نحوه ألم الهوى | وطبّ الهوى عندي كما قيل بالمغلي |
أعيذ سناه والعذار وريقه | بما قد أتى في النور والنمل والنحل |
وأصبوا الى السحر الذي في جفونه | وان كنت أدري أنه جالبٌ قتلي |
و أملأ أوصال الدروج رسائلاً | فتبخل هاتيك الشمائل بالوصل |
و يعجبني رمل المنجم باسمه | وما ذاك الا حبّ من حلّ بالرمل |
لعل الصبا تهدي الي رسالة | فقد تعبت ما بيننا ألسن الرسل |
يعللني مسرى الرياح وطالما | تعللت العشاق بالريح من قبلي |
و يعذلني من لا يهيم وأدمعي | كجدوى عماد الدين سابقة العذل |
اذا سحبت جدوى المؤيد ذيلها | تغطى فخار الفضل في ذلك الفضل |
مليك اذا رمنا مديح جلاله | فأقلامنا تجري وأوصافه تملي |
مجدد أيام المحامد والندى | ودافع أيام الشكاية والأزل |
و باعثها للحرب جرداً سوابحاً | كأنّ دم الأبطال من تحتها يغلي |
اذا حفيت فوق الجسوم تعوضت | بكل جبين كالهلال عن النعل |
اذا مادعته الحرب ياقاتل العدى | بدا فدعاه الجود يا قاتل المحل |
اذا جئته للعلم والجود طالباً | فيالك بحر باهر الفضل والفصل |
يقدم في أهل العلى شرف اسمه | كما قدَّم الاسم النحاة على الفعل |
و تخدمه حتى النجوم محبة | ومن أجل ذا تعزى النجوم الى عقل |
هو المرتقي فوق السها بعزائم ٍ | درت كيف ترقى للفخار وتستعلي |
تفرد لولا ناصر الدين بالعلى | فيا حبذا أنس الغضنفر بالشبل |
سليل علاً شفت مخايل مجده | ودلت كما دل الفرند على النصل |
يروق لرائيه عليه من النهى | ألذ حلى مما يروق من الشكل |
و تعرف فيه من أبيه شمائلاً | ومن جده والسابقين من الأهل |
حوى الدهر من علياه أشرف نسخة ٍ | فقابلها يوم المفاخر بالأصل |
كأنك ياظلّ العفاة بشخصه | يجاريك للعلياء كالشخص والظل |
يمد لك الله التمكن والبقا | ويعطيك ما ترجوه من رتب الفضل |
إلى أن تراه في ذرى المجد راقياً | رفيع منار الذكر منتشر العدل |
مثيلك في يومي وغى ً ومكارم ٍ | وقد قمت أياماً كثيراً بلا مثل |
و ملتقياً مني مدائح عودت | فرائدها لقيا مقامك من قبل |
أصوغ له منها وألحق نسله | فأجمع مدح الجدّ والأب والنجل |
فديتك ملكاً في نداه وبشره | غمامٌ لمستجدٍ وصبحٌ لمستجلي |
تخيرته دون الأنام ولذ لي | به بدل البعض الجميل من الكل |
و أنزلت آمالي لديه وإنه | لآكرم من آل المهلب في المحل |
تفصح لفظي مجزلات هباته | فتحسن أمداح الجزيلة بالجزل |
سقى الله أيام المؤيد بالهنا | إذا ما سقى الأيام بالطلّ والوبل |
لقد أمنتنا من أذى كل حادث | وقد فرغتنا للتنعم والدل |
فلا جائز فينا سوى ساق غادة | ولا ظالمٌ إلاّ من الأعين النجل |