سرى طيفها حيث العواذل هجع
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سرى طيفها حيث العواذل هجع | فنمّ علينا نشره المتضوع |
وبات يعاطيني الاحاديث في دجى ً | كأن الثريا فيه كأسٌ مرصع |
أجيراننا حيي الربيعُ دياركم | وإن لم يكن فيها لطرفيَ مربع |
شكوت الى سفح النقا طول نأيكم | وسفح النقا بالنأي مثلي مروع |
ولا بدّ من شكوى الى ذي مروءة ٍ | يواسيك أو يسليك أو يتوجع |
فديت حبيباً قد خلا عنه ناظري | ولم يخلُ منه في فؤادي موضع |
مقيم بأكناف الغضا وهيَ مهجة ٌ | وإلا بوادي المنحني وهي أضلع |
أطال حجازَ الصدّ بيني وبينه | فمقلته الحورا ودمعيَ ينبع |
لئن عرضت من دون رؤيته الفلا | فيا رُبّ روضٍ ضمنا فيه مجمع |
محلّ ترى فيه جوامع لذة ٍ | بها تخطب الأطيار والقضب تركع |
قرأنا به نحو الهنا فملابس | تجرّ وأيد بالمدامة ترفع |
وقد أمنتنا دولة ٌ شادوية | فما نختشي اللأوا ولا نتخشع |
مدائحها تمحو الأثام ورفدها | يعوض من وفر الغنى ما نضيع |
رعى الله أيامَ المؤيد إننا | وجدنا بها أهل المقاصد قد رعوا |
مليكٌ له في الجود صنعٌ تأنقت | معانيه حتى خلتهُ يتصنع |
وعلياء لو أنا وضعنا حديثها | وجدنا سناها فوق ما كان يوضع |
مذال الغنى لو حاولت يدُ سارق | خزائنه ما كان في الشرع يقطع |
أرانا طباقَ المال والمجد في الورى | فذلك مبذولٌ وهذا ممنّع |
وجانس ما بين القراءة والقرى | فللجود منه والاجادة مطلع |
توقّد ذهناً واستفاض مكارماً | فأعلم أنّ الشهبَ بالغيث تهمع |
وصان فجاجَ الملك عدلاً وهيبة ً | فلا جانبٌ إلا من الروض مرتع |
عزائم وضاح المحامد أروعٌ | اذا قيل وضاح المحامد أروع |
تفرق أحمال النضار يمينه | لما راح بالسمر الطول يجمع |
ولا عيب في أخلاقه غير أنه | اذا عذلوه في الندى ليس يرجع |
له كلّ يوم في السيادة والعلى | أحاديث تملي المادحين فتبدع |
اذا دعت الحرب العوان حسامه | جلا أفقها والرمح للسن يقرع |
وإن مشت الآمال نحو جنابه | رأت جود كفيه لها كيف يهرع |
فلا تفتخر من نيل مصر أصابع | فما النيل إلا من يمينك اصبع |
أيا ملكاً لما دعته ضراعتي | تيقنت أن الدهر لي سوف يضرع |
قصدتك ظمآنا فجدت بزاخرٍ | أشق كما قد قيل فيه وأذرع |
وفي بعض ما أسديت قنعٌ وانما | فتى ً كنت مرمى ظنه ليس يقنع |
لك الله ما أزكى وأشرف همة ً | وأحسن في العلياء ما تتنوع |
مديحك فرضٌ لازمٌ لي دينه | ومدح بني العلياء سواك تطوّع |