هنيئاً لأفق الفضل إنك بدره
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هنيئاً لأفق الفضل إنك بدره | وإن سجاياك الكريمة َ زهره |
قدمت قدومَ الغيث يهمي نواله | ويعبق ريّاه ويبسم ثغره |
وقبلك لم تبصر بنو الشام وابلاً | من الغيث تهديه الى الشام مصره |
وأقبلت إقبال البدور حقيقة ً | على جائر الأيام أظلم دهره |
وما كان لولا نور وجهك طالعاً | من الغرب بدرٌ يملأ الأرض بشره |
وأنت الذي في مصر والشام أشرقت | معاليه فاستولى على النجم قدره |
لك الصدر من ديوان تلك وإنما | لصدرك من هذا مدى الدهر سره |
وكم أفقٍ طالت قوادمُ نجمه | يقصر عن أدنى خوافيك نسره |
تقر لك السادات طوعاً وعنوة ً | ويحسن سرّ الفضل فيك وجهره |
كأنك في العليا أبوك سقى ثرى | أبيك حياً يهمي فلله درّه |
وقارك في حزم الأمور وقارهُ | وبشرك في صنع المعارف بشره |
ترحلت يا يحيى وفضلك خالدٌ | هو البحر إلا أن جعفرَ نهره |
إلهي أطل للدهر في عمر أحمدٍ | فيا حبذا الشخص الكريم ودهره |
يوازرُ أملاك الزمان كما ترى | فيشتدّ بنيان الزمان وأزره |
ويعجبه فعلُ الجميل مطابقاً | فيحفظ علياه ويبذل وفره |
ولا عيبَ فيه غير إفراط سؤددٍ | يشقّ على جهد المدائح حصره |
فتى النسب الوضاح والشيمِ التي | يقلّ لها من بارع الحمد كثره |
وذو البيت أما آلُ يحيى فنظمه | وأما أبو حفصِ الإمام فبحره |
تقر له السادات طوعاً وعنوة | ويحسن سر الفضل فيه وجهره |
له قلمٌ ينحو الجميل فرفعه | لرتبة داعيه وللضدّ كسره |
إذا قام يحيى دولة بسواده | عنت دونه بيض القرّاع وسمره |
قصيرٌ لأمر مّا يجدع أنفه | الى أن رأينا الملك قد عزَّ نصره |
بكف فتى ً لو كان للبحر جوده | لفاض كما قد فاض في الطرس دره |
وممتدح يلقاك منه إذا بدا | مديد العلى باهي المحيا أغرّه |
يرنحه شدوُ السؤال كأنما | تثنت بعطفيه وحاشاه خمره |
أنجل العلى قابلتني ساعة العلى | مقابلة ً لاقى بها القلب جبره |
اذا شيد في نظم امتداحك بيته | فما هو الا في ذوي النظم قصره |
لمدحك يا معنى النسيب تأخرت | قوافي نسيبٍ طالما طار شعره |
على أنني مغرى بكل مقرطقٍ | بما خده ماءُ الحياة وخضره |
عجبت له في كأس مرشفه الطلا | وفينا ولم يقرب من الكاس سكره |
ثناؤك أشهى من لماه إلى فمي | ولفظك لا حلو الوصال ومرّه |
فحسبك من قلبي صفاه ووده | وحسبك من لفظي دعاه وشكره |
و حسبك عبدٌ بالجميل ملكتهُ | على أنه مستمجد القلب حرُّه |
بقيت لداعي المدح وجهك عيده | وأنمل كفيك الكريمة عشره |