لحظك في الفتك هوَ البادي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لحظك في الفتك هوَ البادي | يا فتنة الحاضر والبادي |
فلا تلم لحظاً جرحنا به | خدك يا جارح أكباد |
يا من له لامٌ على وجنة ٍ | زادت عليها غلة الصادي |
سرقتَ من عيني كحل الكرى | ونمتَ عن دمعي وتسهادي |
إن تسخن الأدمعُ عيني فقد | طالَ لذاكَ الحرّ تردادي |
حمام دمعي في الهوى نافقٌ | بكوكب للخدّ وقّاد |
وعاذلي الواعظ في صبوتي | كأنما يأتي بميعاد |
فدأبه العذل ودأبي البكى | مسلسلاً يروى باسناد |
يروم للصب هدى وهو في | وادٍ وقلبُ الصبّ في واد |
أهلاً بسفاح دموعي ولا | أهلاً من العاذل بالهادي |
و حبذا حيث زمان الصبى | لهوي بذاك الشادن الشادي |
أجني على خديه أو أجني | وردا على أهيف مياد |
وردي لثم الخد لا كأسه | فلست للكاس بورّاد |
يالك من وصل قصير المدى | أبكي عليه طولَ آمادي |
إن لم أكن قد شبتُ من بعده | في عامِ عشرينَ ففي الحادي |
يا زمن اللهو وعصر الصبى | سقاكَ صوب الرائح الغادي |
كما ابتدى صوب عليٍّ على | وفدِ الرجا والفضل للبادي |
علاء دين الله عيث الندى | غوث المنادي قمر النادي |
ذو الفضل من ذات ومن نسبة | والمجد لا يحصى بتعداد |
و القول من مسند سحبانه | والفعل من مسند حمَّاد |
و البيت مرفوعٌ لفاروقه | ما بين انجابٍ وانجاد |
رماح أيديهم وأقلامها | أعماد ملكٍ أيّ أعماد |
أما ترى يمنى علي بما | خطته رجوى كلّ مرتاد |
ذات يراعٍ في الجدا والعدا | داع لتجنيس العلى عاد |
فرع ٌنحيفٌ وهو وافي الحيا | لكلّ وافي القصد وفّاد |
لمشرقٍ من مغربٍ ظله | دع غايتي مصرٍ وبغداد |
سطوره طورا ربى زاهراً | وتارة أغيال آساد |
و لفظه التبريّ أو جوده | جلته أسماعي وأجيادي |
كم سافرت في الجود أمواله | يحدو بها من مدحه حاد |
فالغيث من غيظ بها عابس ٌ | والبحر في خبطٍ وازباد |
كم فضلت آلاؤه فاضلاً | واستعبدت ألفَ ابن عبّاد |
كم حفظت من فقهِ آرائهِ | بحوث اكمالٍ وارشاد |
كم أحسنت أزهار آدابه | لمدحه الزَّاهر امدادي |
و ربما أدبني معرضاً | فكان تثقيفاً لمنآد |
أعرض عني مرة ً مرة ً | فأعترضت أنكال أنكادي |
و بانَ لي هوني على سادتي | حتى على أهلي وأولادي |
و رفقة أخرني بينهم | إخماد ذهني أيّ إخماد |
كنت أبا جيّد كتابهم | فصرت في قسم أبي جاد |
و خف ذهني فكلامي على الأ | قلامِ ميتٌ فوق أعواد |
حتى إذا عاد إليَّ الرضى | عادَ بحمدِ الله سجادي |
و عدت في النظم إلى سبقٍ | يعرفها النّظَّام من غاد |
وزاد تأميري فما أرتضي | أبا فراس بعضَ اجنادي |
و أصبح الشامت بي حاسداً | في حال إصداري وإيرادي |
بالروح أفدي سيداً خائفاً | عليّ في قربي وإبعادي |
كثر أعدائي بإعراضه | وفي الرضا كثر حسادي |
و ليهنه العيد على أن في | لقياهُ أعياداً لأعيادي |
نداه في الخلق ومدحي له | غذآء أرواحٍ وأجساد |