أهواه فتان اللواحظ أغيدا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أهواه فتان اللواحظ أغيدا | ترك الغزال من الحياءِ مشردا |
ولأجله الاغصان مالت من صباً | والبدر طول الليل بات مسهدا |
وأغنّ أقسم لا عصيت عصابة ً | تدعو اليه ولا أطعت مفندا |
نشوان من خمر الصبي ودلالهِ | فاذا تثنى أو تجني عربدا |
أنا من رأى ناراً على وجناته | تذكو فآنس من جوانبها هدى |
أبداً أميلُ الى لقاه وإن جفا | وتحنّ أحشائي له وإن اعتدى |
واطولَ أشجاني بطرفٍ فاترٍ | ترك الفؤادَ بناره متوقدا |
ومورّد الوجناتِ لولا حسنه | لم يجرِ دمعي في هواه مورَّدا |
شدَّت مناطقه معاطف قده | فضممت حرف اللين منه مشددا |
وبليت منه بدور عشقٍ دائمٍ | مثل الهلال اذا استسرّ تجددا |
قد أقسمت أحشاي لا تدع الاسى | كأنامل المنصور لا تدع الندى |
أبهى الورى خلقاً وأبهر منظراً | وأجل آلاء واكرم مولدا |
ملك يغار البدر لمّا يجتلى | ويذيب قلب الغيث لما يجتدى |
في وجهه للملك نورُ سعادة ٍ | تعشو له الآمال واجدة ً هدى |
فرعٌ يخبر عن مبادي أصله | يا حبذا خبرٌ لديه ومبتدا |
طالت يداه الى مآثر بيته | فحبت مكارمه بكل يدٍ يدا |
ذو همة ٍ في الفضل يحكم يومها | ويريك أحكم من فواصلها غدا |
وشجاعة ٍ تنضي السيوف صقيلة ً | والى المعامع ربها يشكو الصدى |
يزداد معنى بيته حسناً به | فكأنه بيتُ القريضِ مولدا |
ويشيم ما سنى أبوه من العلا | لا قاصراً عنه ولا متبلدا |
ما شادَ اسماعيلُ بيتَ فخاره | إلا ليستدعي إليه محمدا |
سارٍ على منهاجه فإذا رأت | عيناكَ منصوراً رأيتَ مؤيدا |
ياابن الذي ملأ الوجود مواهباً | والأفق ذكراً والصحائف سوددا |
شرَّفت شعري ذاكراً وأنرته | حتى كأنَّ بكلّ حرفٍ فرقدا |
فلأهدينَّ فريدة ً لممدّح | أضحى بنيل نداه شعري مفردا |
حسب ابن شادٍ أن يراني للثنا | عبداً وحسبي أن أراهُ سيدا |