البرق في كانونه قد نفخ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
البرق في كانونه قد نفخ | والثلج في جيب الغوادي نفخ |
قد زمجر الرعدُ بآفاقهِ | كأنه مما دهاه صرخ |
هذا وقوسُ النوء في أفقه | كأنما قد نصبوا منه فخ |
قد شدّ عقداً عالياً أو بنى | قنطرة ً في الحال ثمَّ انفسخ |
و الأرض كالمنفوش أو هذه | خميرة من فوقه قد لطخ |
لم تبق أرضٌ قد زكا زرعها | حتى طواها ثمّ ردّ السبخ |
قد نسخ الليلُ بأضوائهِ | لا صححت يا قوم هذي النسخ |
و امتلأ الوادي بإمداده | كأنه القربة ُ مما انتفخ |
و جاءنا النوء بإرعابه | لا شكّ أنّ النوء مما بذخ |
بحرٌ من القدرة لكنه | من كلّ عين للبواكي نضخ |
و سحبهُ تفتح أبوابها | والبرق فيما بيننا كالخوخ |
و بان في الطود وعرنينه | بما كساه شممٌ أو طبخ |
و كلنا منتثرٌ لحمهُ | وهو على كانونه قد طبخ |
دامت ليالي الثلج لا أصبحت | و لانهارٌ بأذاه التطخ |
و حكمت فيه أيادي الحيا | ولا أجاب الله مما اصطرخ |
و مكنت فيه مدى برقه | حتى أرى من جلده ما انسلخ |
هل مطر يغسل في الأرض من | بياضه أسود هذا الوسخ |
و هل أرى ريحاً وقد زعزعت | في الطرق منه كل طود رسخ |
و هل فتى يشكي اليه الذي | تمّ له أدراج تتلى وبخ |
بى جمالُ الدين أنعم به | مولى ً كريماً ونسيباً وأخ |
لو قابلت سنوننا شمسه | أو نوءها أبصرته قد نسخ |
جاء جواب منه كم حافظٍ | له وكم ربّ بديعٍ نسخ |
فدام ما امتد ردآء الدجى | مدبراً بالنجم ثم انسلخ |