خلقت على مرادي واقتراحي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
خلقت على مرادي واقتراحي | فذكرك حضرتي في وقت راحي |
ولى من طرة لك أو جبين | شجون في المساء وفي الصباح |
بروحي أنت ذو جفن كليل | وعيني منه دامية الجراح |
غزالي جفنه وشكا فتورا | فوا حرباه من شاكي السلاح |
و تياه سمحت له بدمع | يرى أن السماح من الرباح |
و مالي لا أسيل اجاج دمعي | على عذب بمبسمه قراح |
يحمر أوجه الكاسات هزؤا | ويضحك في الرياض على الأقاحي |
أقمت به على نيران برح | فما لي كابن قيس من براح |
سقى صوب الحيا زمناً أقامت | عليه صبابتي ومحاه ماح |
و كاسات أشد يدي عليها | مخافة أن تطير من الجماح |
صفت فصفا الزمان وبشرتنا | فحلق درع بشراها النواحي |
و قد كال النديم بها نضارا | علمنا أنها داعي السماح |
بكف مزركش الاصداغ تهوى | لقبلتها وجوه للملاح |
عشوت لكأسه لا للثريا | ونسر الشهب خفاق الجناح |
كأني قد سلبت الديك عيناً | فثار من المنام الى الصباح |
كأني قد حملت على همومي | بها رايات لهوٍ وانشراح |
كأني اذ صحا بالمحل أفقي | رأيت لقا الليالي غير ماح |
إذا أبصرت جدا من زمان | فخالطه بشيء من مزاح |
و ليل ظلت فيه لفرط عزمي | كأن الشهب من شرر اقتداحي |
و موحشة المفاوز في رباها | طغت إبلي وسلن مع البطاح |
أرشح ذا الخمائل مشمعلاً | بها وأحيد عن ذات الوشاح |
لعز أو لوفر أجتنيه | على وفق احتياجي واجتياحي |
علي بها السرى وعلى أيادي | بني الفاروق إدراك النجاح |
بني فضل الإله اذا أجيلت | غداة المحل أيسار القداح |
نجوم العلم أنواء العطايا | جياد السبق آساد الكفاح |
لآلي السلك في نسب نظيم | ودعنا من أنابيب الرماح |
لأحمدهم منا هي الحمد عنهم | فيا كرم اختتام وافتتاح |
أخو الاغضاء عن تقصير مثن | وفي طلب العلاءِ أخو الطماح |
و ذو الجود الذي يروي عطاء | لطالب راحتيه عن رباح |
و ذو القلم الذي ان قال أغني | عن استسماع قعقعة السلاح |
سويد القلب قلب العيش منه | وإلا فهو قادمة الجناح |
فطوراً فائض العذب المهنى | وطوراً فائض السم الذباح |
أبا العباس قد حفظت ثغور | برأيك فهي باسمة النواحي |
تسوّك بالقنا مما حبتها | بزاتك أو تمضمض بالصفاح |
و سامي الملك منك شهاب عزم | كفى المّراد قبل الالتماح |
و ذا همم اذا ضلت سيوف | تنادي الجيش حيّ على الفلاح |
حللت بواديي مصر وشامٍ | محلّ النيل والسحب الدلاح |
يمين مكارم أو صدر سر | مليّ بالمصون وبالمباح |
و أغرقت ابن بحر في بيان | أطاف به على لجج فساح |
بيان جوهري الوصف تروي | عوالي الحرب منه عن الصحاح |
و أن النرجس الحاكيك لفظاً | لينبي عن عيون رباً وقاح |
و أن لراحتيك على الغوادي | فخاراً ما عليه من جناح |
فؤاد البرق منه في التهاب | ووجه الدجن منه في افتضاح |
أمالك رتبة العليا بلفظٍ | متين قوًى وأخلاق سجاح |
و باعث فكرتي سيما جبين | حمدت به السرى عند الصباح |
عطفت علي في زمن حرون | وجدت برغم أيام شحاح |
و قربني جنابك بعد بعدٍ | ونهنه حاسدي بعد الجماح |
و نطقني نداك وكنت حجلاً | فصرت اليوم أنطق من وشاح |
اليك حسانَ شعر لم تعرها | ولا أحوجتها حظ القباح |
من اللاتي زكت نسباً ورقت | عليك شمائل الخود الرداح |
نزحت كلا الندى والعلم بحراً | فأخرجنا لآلي الإمتداح |