لولا معاني السحر من لحظاتها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لولا معاني السحر من لحظاتها | ما طال تردادي الى أبياتها |
ولما وقفتُ على الديار منادياً | قلبي المتيم من ورا حجراتها |
دار عرفت الوجدَ منذُ أتيتها | زمنَ الوصال فليتني لم آتها |
حيثُ الظبا وكواعبٌ وحدائقٌ | أنى التفتّ رتعتُ في جناتها |
والراح هادية ُ السرور الى الحشا | مثل الكواكب في أكفّ سقاتها |
لا أنظم الأحزان في أيامها | أو ما ترى كسرى على كاساتها |
كم ليلة ٍ عاطيت صورته طلاً | كادت تحركُ معطفيه بذاتها |
فلئن بكيت فان هذا الدمعَ من | ذاك الحباب يفيضُ من جنباتها |
مالي وما للهو بعد مفارقٍ | قد نفّرت غربانها ببزاتها |
والشيب في فودي يخط أهلة ً | معنى المنونِ يلوح من نوناتها |
سقياً لروضات الشباب وان جنت | هذي الشجونُ على قلوب جناتها |
ولدولة ِ الملكِ المؤيدِ إنها | جمعت فنونَ المدحِ بعد شتاتها |
ملك ليمناه عوائد أنعمٍ | ألفت نحاة ُ الجود فيضَ صلاتها |
ما قال إلاّ في مبادرة العطا | وتناولِ الأمداح هاكَ وهاتها |
شدت لساحته الرحال ففعلها | يقضي بنصر الحرف نحو جهاتها |
أكرم بساحته التي لاصدحَ من | ورق الثنا إلا على روضاتها |
غذيَ الرجاءَ نباتها فانظر لمن | وشاه من مدحٍ فمُ ابنِ نباتها |
واهرع الى الشخص الذي قد ألفت | كلّ القلوب له على رغباتها |
واذا الفتى اجتذب القلوب سعت الى | دينار راحتهِ خطى حباتها |
واذا حلى الملكِ المؤيدِ أشرقت | فاخشع لما تمليه من آياتها |
شرفٌ مثالُ النجمِ دون مثالهِ | ولهاً يضيعُ الغيث في قطراتها |
لم يكف أن جلى الخطوب عن الورى | حتى جلا بعلومه ظلماتها |
لله فيه سريرة ٌ مكنونة ٌ | فصفاتها الإعياء دون صفاتها |
لا تطلبنّ من القرائح حصر ما | أفضى اليه وعدِّ عن إعناتها |
ركعت لذكراه الحروف فلم تكد | تتبين الألفات من دالاتها |
وتقشعت أنواءُ كلّ غمامة ٍ | وهباته تجري على عاداتها |
ياابنَ الملوكِ الناشرين لبيتهم | سيراً تبيّضُ من وجوهِ رواتها |
متَّ الفقيرَ الى يديك بمنة ٍ | إذ كان صنع الجودِ من لذاتها |
وصبت الى لقياك غيرَ ملولة ٍ | نفسٌ رأت جدواك أصلَ حياتها |
لا نعتب الأيام كيف تقلبت | بالقاطنين وأنت من حسناته |