نظير أبٍ كنا فقدنا ومحبوب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نظير أبٍ كنا فقدنا ومحبوب | يميناً لقد جددتَ لي حزنَ يعقوب |
وهيجتَ أحزاني على خير صاحبٍ | لقيت الذي لاقاه يا خيرَ مصحوب |
لئن كنت خالاً زانَ حجب أخوّة | لقد كنت وجهاً للتقى غير محجوب |
وإن كنت كم أقررت لي عين فارحٍ | لقد سخنت من بعدها عين مكروب |
أقلبُ قلباً بالأسى أيّ واجب | وأندب شخصاً في الثرى أيّ مندوب |
بكيتك للحسنى وللبر والتقى | وللبركات الموفياتِ بمطلوبي |
وللشمل مجموعاً بيمنك وادعاً | وللخير كم سببته خير تسبيب |
بكتك محاريب التهجد في الدجى | بكاءَ شجٍ حاني الجوانح محروب |
بكتك زوايا الزّهد كانت خبيئة ً | لسكانها تدني لهم كلّ مرغوب |
بكتك ذوو الحاجاتِ كنت اذا دعوا | سفيراً لمضرورٍ مجيراً لمنكوب |
بكتك ديارٌ كنتَ أعطفَ والداً | لمن حلّ من شبانها ومنَ الشيب |
وطائر يمنٍ قد أويتَ كوكرها | إلى نسب القربى بها خيرَ منسوب |
إذا ألسنُ الآثارِ عنكَ تذاكرت | شممنا على تذكارها نفحة َ الطيب |
عليكَ سلامُ الله من مترحلٍ | ترحّلَ ذي جودٍ من السحب مسحوب |
وهنئتَ بالجناتِ يا تاركي على | سعيرٍ من الأحزان بعدك مشبوب |
نفارقُ محبوباً بدمعٍ وحسرة ٍ | فمن بين تصعيدٍ عليك وتصويب |
وخففَ ما نلقى من الحزن أننا | بمن غاب عنا لاحقون بترتيب |
وما هذه الأيامُ الا ركائب | الى الموتِ في نهجٍ من العمرِ مركوب |
إذا ظنّ تبعيد الحمامِ وصلنه | بشدٍّ على رغم النفوس وتقريب |
فكم هرمٍ أو ناشيءٍ عملت به | عواملُ من مجرور خطبٍ ومنصوب |
وكم هين الأخلاق أو متغلب | نفاهُ بحتمٍ غالب غير مغلوب |
وكم ذي كتابٍ في الورى وكتيبة ٍ | غدا داخلاً من موته تحت مكتوب |
وكم غافلٍ يلهو بساق من المنى | يدبرُ على أمثالهِ وعدَ عرقوب |
وكم آملٍ في العمريحسب حاصلاً | أتاه حمامٌ عاجلٌ غير محسوب |
ودم يا إمامَ الوقت عمن فقدتهٌ | وعش عيش مرجو مدى الدهر مرهوب |
مضى الخال حيث الوجه باقٍ لمادحٍ | فما الدهرفيما قد أتاه بمعتوب |