عوض بكأسك ما أتلفتَ من نشب
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
عوض بكأسك ما أتلفتَ من نشب | فالكأس من فضة ٍ والراحُ من ذهب |
واخطب إلى الشرب أمّ الدهر ان نسبت | أختَ المسرة واللهو ابنة العنبِ |
غراءُ حالية ُ الأعطافِ تخطر في | ثوبٍ من النورِ أو عقدٍ من الحبب |
عذراءُ تنجزُ ميعادَ السرورِ فما | تومى إليكَ بكفّ غيرِ مختضب |
مصونة ٌ تجعل الأستارَ ظاهرة ً | وجنة تتلقى العينَ باللهب |
لو لم يكن من لقاها غيرُ راحتنتا | من حرفة المتعبين العقلِ والادب |
فهات واشربْ الى أن لا يبينَ لنا | أنحنُ في صعدٍ نستنّ أم صبب |
خفت فلو لم تدرها كفّ حاملها | دارت بلا حاملٍ في مجلس الطرب |
يا حبذا الراح للأرواح سارية ً | تقضي بسعد سراها أنجم الحبب |
من كفّ أغيد تروي عن شمائله | عن خده المشتهى عن ثغره الشنب |
علقته من بني الاتراكِ مقترباً | من خاطري وهو مني غيرُ مقترب |
حمالة الحلى والديباج قامته | تبت غصون الربا حمالة الحطب |
يا تاليَ العذلِ كتباً في لواحظه | السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتب |
كم رمتُ كتمَ الجوى فيه فنمّ به | الى الوشاة ِ لسانُ المدمعِ السرب |
جادت جفوني بمحمرِّ الدموع لهُ | جودَ المؤيد للعافين بالذهب |
شادت عزائم إسماعيلَ فاتصلت | قواعدُ البيتِ ذي العلياء والرتب |
ملك تدلك في الجدوى شمائلهُ | على شمائلِ آباءٍ له نجبُ |
محجب العزّ عن خلق تحاوله | وجودُ كفيه بادٍ غير محتجب |
قد أتعب السيفَ من طولِ القراعِ به | فالسيفُ في راحة ٍ منه وفي تعب |
هذا للحلم معنى ً في خلائقهِ | لا تستطيلُ إليه سورة الغضب |
يغضي عن السبب المردي بصاحبه | عفواً ويعطي العطا جماً بلا سبب |
ويحفظُ الدين بالعلمِ الذي اتضحت | ألفاظهُ فيه حفظَ الأفقِ بالشهب |
يممْ حماهُ تجد عفواً لمقترفٍ | مالاً لمفتقرٍ جاهاً لمقترب |
ولا تطع في السرى والسيرِ ذا عذلٍ | واسجد بذاكَ الثرى الملثومِ واقترب |
وعذ من الخوف والبؤسى بذي هممٍ | للمدحِ مجتلبٍ للذمّ مجتنب |
ذاك الكريم الذي لو لم يجد لكفت | مدائحٌ فيه عندَ اللهِ كالقرب |
نوعٌ من الصدقِ مرفوع المنارِ غدا | في الصالحات من الأعمالِ في الكتب |
وواهب لو غفلنا عن تطلبه | لجاءنا جودهُ الفياضُ في الطلب |
أسدى الرغائب حتى ما يشاركهُ | في لفظها غيرُ هذا العشر من رجب |
واعتاد أن يهب الآلافَ عاجلة | وان سرى لألوف الجيشِ لم يهبِ |
كم غارة ٍ عن حمى الاسلامِ كفكفها | بالضرب والطعنِ أو بالرعبِ والرهب |
وغاية ٍ جاز في آفاقها صعداً | كأنما هوَ والأسراع في صبب |
و مزمل ينظر الدنيا على ظمإ | منها ويطوي الحشا ليلاً على سغب |
نادته أوصافه اللاتي قد اشتهرت | لمَ القعودُ على غير الغنى فثب |
فقام يعمل بين الكثب ناجية ً | كأنما احتملت شيئاً من الكتب |
حتى أناخت بمغناه فقال لها | ياوصلة َ الرزق هذي فرقة التعب |
لاعيب في ذلك المغنى سوى كرم | يسلو عن الأهل فيه كل مغترب |
كم ليلة قالَ لي فيها ندى يده | يا أشعرَ العرب امدح أكرمَ العرب |
فصبحته قوافيّ التي بهرتْ | بخردٍ مثل أسراب المها عرب |
ألبسته وشيها الحالي وألبسني | نواله وشيَ أثوابِ الغنى القشبِ |
فرحتُ أفخر في أهل القريض بهِ | وراح يفخر في أهل السيادة ِ بي |
ياابن الملوك الأولى لولا مهابتهم | وجودهم لم يطع دهرٌ ولم يطب |
الجائدين بما نالت عزائمهم | والطاعنين الأعادي بالقنا السلبِ |
والشائدينَ على كيوان بيتَ على | تغيب زهر الدراري وهو لم يغب |
بيت من الفخر شادوه على عمدٍ | وبالمجرة مدوه على طنب |
لله أنت فما تصغي الى عذل | يومَ النوال ولا تلوي على نشب |
أنشأتَ للشعر أسباباً يقالُ بها | وهل تنظم أشعارٌ بلا سبب |
أنت الذي أنقذتني من يدي زمني | يداه من بعد اشرافي على العطب |
أجابني قبل أن ناديتُ جودك إذ | ناديتُ جودَ بني الدنيا فلم يجب |
فإن يكن بعض امداح الورى كذباً | فان مدحك تكفيرٌ من الكذب |