شجونٌ نحوها العشاقُ فاؤا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
شجونٌ نحوها العشاقُ فاؤا | وصبّ ما لهُ في الصبر راء |
وصحبٌ إن غروا بملام مثلي | فربَّ أصاحبٍ بالإثم باؤا |
وعينٌ دمعها في الحبِّ طهرٌ | كأن دموع عيني بيرُ حاء |
ولاحٍ ما له هاء وميمٌُ | له من صبوتي ميم وهاء |
ومثلي ما لعشقتهِ هدوّ | يرامُ ولا لسلوتهِ اهتداء |
كأن الحبَّ دائرة ٌ بقلبي | فحيثُ الانتهاء الابتداء |
بروحي جيرة رحلوا بقلبٍ | أحبَّ وأحسنوا فيما أساؤا |
بهم أيامُ عيشي والليالي | هي الغلمانُ كانت والإماء |
تولى من جمالهم ربيعٌ | فجاء بنوء أجفاني الشتاء |
وبث صبابتي إنسان عيني | فيا عجباً وفي الفم منه ماء |
على خدي حميم من دموعي | صديق إن دنوا ونأوا سواء |
فأبكي حسرة َ حيثُ التنائي | وأبكي فرحة ً حيثُ اللقاء |
كأن بكايَ لي عبدٌ مجيبٌ | فما فرجي اذاً الاَّ البكاء |
بعين الله عينٌ قد جفاها | كراها والأحبة والهناء |
لفكرته سرى ً في كل وادٍ | كأنَّ حنينهُ فيها حداء |
ذكتْ أشواقه فمتى تراها | قباب قبا كما لمعت ذكاء |
بحيثُ الأفقُ يشرقُ مطلعاهُ | وحيث سنا النبوة ِ والسناء |
وباب محمد المرجوّ يروي | لقاصدهِ نجاحٌ أو نجاء |
تلوذ بجاههِ الفقراء مثلي | من العملِ الرديّ والاملياء |
فأما واجدُ فروى رباحٌ | وأما مقتر فروى عطاء |
لنا سند من الرجوى لديه | غداة غد يعنعنه الوفاء |
وترتقب العصاة ُ ندى شفيعٍ | مجابٍ قبل ما وقع النداء |
سلامُ اللهِ اصباحاً وممسى | على مثواه والسحبُ البطاء |
كما كان الغمامُ عليه ظلاًّ | عليه الآنَ يسفحُ ما يشاء |
ألا ياحبذا في الرسل شافي | قلوبٍ شفها للعشقِ داء |
فمرسلة ٌ لها سحب العوافي | يعفى الداءُ بادره الدواء |
وما انتقبت مناقبُ أبطحيٍّ | وعنها الأرض تفصحُ والسماء |
فيشهد نجمُ تلك ونجمُ هذي | ويجري من يديه ندى ً وماء |
على ساق سعت شجرٌ وقامت | حروبُ النصرِ وازدحمَ الظماء |
ففي الدنيا لنا بحداه ساق | وفي الأخرى لنا الحوض الرواء |
وفي نار المجوس لنا دليل | لأنفسهم بها ولها انطفاء |
وفي الأسرى وصبحته فخار | ينادي ما على صبح غطاء |
فقل للملحدين تنقلوها | جحيماً أننا منكم براء |
وأن أبي ووالدهُ وعرضي | لعرضِ محمدٍ منكم وقاء |
وأن محمداً لحبيبُ أنس | وجنهمو لنعليه فداء |
نبيّ تجمل الأنباء عنه | جمال الشمس يجلوها الضحاء |
وأين الشمس منه سناً ولولا | سناه لما ألمَّ بها بهاء |
كأنَّ البدرَ صفرهُ خشوعٌ | لهُ والشمسَ ضرجها حياء |
سريّ في حروف اللفظ سرّ | لمنطقه وللضاد اختباء |
ألم تر أنها جلست لفخر | وقامت خدمة للضاد ظاء |
يولد فضل مولدهِ سعوداً | بنوا سعدٍ بها أبداً وضاء |
لمبعثه على العادين نار | وللهادين نور يستضاء |
فخير ينعمُ السعداء فيه | وبأسٌ تحتويهِ الأشقياء |
يجر على الثرى ذيل اتضاع | وينصب في مكارمه الثراء |
ويكتب بالنصال غداة روع | سطوراً ما لأحرفها هجاء |
ممدحة ثلاثتها لضر | ضرابٌ أو طعانٌ أو رماء |
فيالك من أخي صول ونسكٍ | تقر له العدى والأولياء |
سهام دعا وسهامُ رأيٍ | لها في كل معركة مضاء |
درى ذو الجيش ما صنعت ظباه | و ما يدريه ما صنع الدعاء |
وقال الجود بعد الحلم حسبي | حياءً إن شيمتك الحياء |
فنعم َ الحصنُ ان طلعتْ خطوبٌ | ونعم القطبُ ان دارَ الثناء |
ونعمَ الغوث ان دهياء دارت | ونعم العونُ ان دارَ الرجاء |
ونعمَ المصطفى من معشر ما | نجومُ النيراتِ لهم كفاء |
تقدم سؤددٍ وقديم مجدٍ | على سعد السعودِ له حباء |
ضفت حلل الثنا وصفت لديه | وآدمُ بعدها طينُ وماء |
فلولا معربُ الأمداحِ فيه | هوى بيتُ القريضِ ولا بناء |
ولولاه لما حجت وعجّت | وفودُ البيتِ ضاقَ بها الفضاء |
فإن يتلى له في الحجّ حمدٌ | فقدماً قد تلته الأنبياء |
أعد لي يا رجاءُ زمانَ قرب | بروضتهِ أعد لي يا رجاء |
ولثم حصى ً لتربتهِ ذكيّ | كأن شذاه في نفسي كباء |
وشكوى كربة فرجت وكانت | من اللاتي يمدّ بها العناء |
ونفس ذنبها كالنيل مدّا | و ما لوعود توبتها وفاء |
مشوقة متى وعدت بخير | ثقل سينٌ وواوٌ ثم فاء |
ولكن حبها وشهادتاها | من النيران نعمَ الأكفياء |
صفيّ الله يا أزكى البرايا | بحبك من عقائدنا الصفاء |
ويعتقنا المشفع من جحيم | فلا عجبٌ له منا الولاء |
عليكَ من الملائك كلَّ وقتٍ | صلاة في الجنان لها أداء |
وامداح بألسنة الورى في | مطالعها ارتقاءٌ وانتقاء |
اذا ختمت تعاد فكل تال | له وقفٌ عليها وابتداء |