وبي معذر خد ورد وجنته
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وبي معذر خد ورد وجنته | قد ظل يشكر صوب العارض الغدق |
عاينت من خده القاني وعارضه | فيروزج الصبح مع يا قوته الشفق |
ولاح لي ثغره الدري في لعس | كما تكلل خد الخود بالعرق |
وروضة الحسن في خديه مؤنقة | وللمياه دبيب غير مسترق |
نزه لحاظك منه في لواحظه | فالنرجس الغض فيها شاخص الحدق |
واعجب للوني وعقد الدر في فمه | من أصفر فاقع أو أبيض يقق |
إذا تبسم يوما قلت قد طلعت | شمس النهار ولاحت أنجم الغسق |
عانقته وهو مرخ من ذوائبه | سترا يمد حواشيه على الأفق |
وإذ تنشقت من ريحان عارضه | نشرا تعطر منه كل منتشق |
مسحت آثار لثمي خيفة بيدي | حتى اكتست أرجا من نشره العبق |
يا تاركي فيه سكرانا أميد به | سكرا كما نبه الوسنان من أرق |
ورافعي فوق أهل الحب مرتبة | ما كان قط إليها قبل ذاك رقي |
هون قليلا على أهل الغرام فقد | أركبتهم طبقا في الأرض عن طبق |
نفسي فداء سهام منك مرسلة | لم تغن عنها صلاب البيض والدرق |
ووجنة أوقدت نار الغرام فمن | مسته لم ينج منها غير محترق |
تبدو لنا من دم العشاق في حلل | كما بدا السيف محمرا من العلق |
وقامة مثل غصن البان ناعمة | بدت فهيجت الورقاء في الورق |
هيفاء مهما جرى ماء الشباب بها | فالماء في هرب والغصن في قلق |
تغدو الغصون لديها وهي مطرقة | والطير تسجع من تيه ومن شبق |