ألاَ خبراً عن رامة ٍ أيها الركبُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألاَ خبراً عن رامة ٍ أيها الركبُ | فأني بمن قد حلها مغرمٌ صبُّ ؛ |
إلى الله أشكو سقمٍ ولوعة ٍ | ونارَ غرامٍ في ضلوعيَ لا تخبو ؛ |
وأبيضَ طرفٍ لا يزالُ مسهداً | وأحمر دمع لا يكفّ لهُ صبُّ ؛ |
وقلباً أناديه وقد لجّ في الهوى ؛ | رويدكَ ما هذي الصبابة ُ يا قلبُ |
تذكرتُ عيشاً مرَّ في شعب عامرٍ | وسفح النقا يا حبذا السفح والشعبُ |
وأفديه سرباً بالعتيقِ ألفتهُ | فأي غزال ضمها ذلك السربُ |
وأفدي التي أجرتْ دماً من محاجري | بأسياف لحظٍ لا تكلّ ولا تنبو ؛ |
ويطمعني بالوصل لينُ قوامها | وألحاظها في كلّ قلبٍ لها حربُ ؛ |
وتفعلُ وهي الفاترات جفونها | بقلبي ما لا يفعل الصارم العضبُ |
إذا ما تقاضيتُ الوصالَ تمنعتْ ؛ | وقالتْ مرامٌ دونه الطعنُ والضربُ |
فقلت لها أحرقتِ بالصدَّ مهجتي | واسقمتني ؛ قالتْ نعمْ هكذا الحبُّ |
وعاودتها ذكرَ الوصالِ فأعرضتْ | ومالت بقدًّ دونه الغصنُ الرطبُ ؛ |
وما علمتْ أني بغيرِ عيونها | وغير المعالي لا أهيمُ ولا أصبو ؛ |
وأني من قومٍ كرامٍ أعزة ٍ | ذخائرهم في صونِ أعراضهم نهبُ |
أرى الجودَ فرضاً والتواضع رفعة ً | وكسبَ العلى فخراً ؛ ويا حبذا الكسبُ ؛ |
واخفضُ عن فضلٍ جناحي لصحبتي | وأصفحُ عن ذنبٍ كأن لم يكن ذنبُ ؛ |
فودي لهمْ صافٍ وخلقي لهم رضى ً | وكفي لهم بحرٌ وصدري لهم رحبُ ؛ |
وإني ذو مجدٍ أثيلٍ ومحتد أصيلٍ | وفخرٍ دونه الأنجم الشهبُ |
إذا الحرب يوماً ضرستْ كلَّ ضيغم | برزتُ لها حتى تهابني الحربُ ؛ |
وإنْ رتبُ العليا فخزنَ بماجدٍ | فحسبُ العلى فخراً بأني لها ربُّ ؛ |
وإن قال فيّ الحاسدون مقالة ً ؛ | فما ضرَّ بدرَ التمّ أن ينبحَ الكلبُ |
صبرتُ على صرف الزمان وقد نضا | لحربي سيقاً لا يفلّ له غربُ |