أغيرك يرجى لخطب نزل
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أغيرك يرجى لخطب نزل | فتزجى إليه ركاب الأمل |
لقد فاز من كان في أمره | على ربه وعليك اتكل |
فكم من شدائد لو لم تكن | لتفريجها أبدا ما حصل |
حويت من المجد غاياته | وغيرك قصر عنها وكل |
ورثت المكارم من قاسم | سميك والكرم أصل العسل |
لنعم الفتى أنت إن حادث | ألم وإن ريب دهر أطل |
نمتك جحاجح من هاشم | غدوا لوجوه المعالي مقل |
كرام سموا في سماء العلى | لأبعد مرقي وأعلى محل |
وشادوا المكارم حتى اغتدت | مكارمهم في البرايا مثل |
فكم عالم منهم عامل | نبيل وكم من همام بطل |
له المجد اتبع من ظله | فإن سار سار وإن حل حل |
إذا حمل الطرس في كفه | أو الرمح تدعو العلى لا شلل |
وأنت المجلي بميدانهم | وحائز ما فيهم عن كمل |
وأطولهم في المعالي يدا | وأثبتهم تحت ظل الأسل |
وإنك أنت الهمام الذي | تردى رداء العلى واشتمل |
وإنك بدر الكمال الذي | أنار بآفاقه واكتمل |
فأية عارفة لم تنل | وأية مكرمة لم تنل |
إليك ضياء الهدى أشتكي | هموما أقمن وصبرا رحل |
ودينا عدا صرت من أجله | على وجل من هجوم الأجل |
وأحداث دهر أرتني مشيب رأسي وصبغ الصبا ما نصل | ... |
وكم لي من علة لم أبل | منها ومن غلة لم تبل |
ومن شغل منعتني الكرى | وما شغل القلب إلا شعل |
وذاك لعمري دأب الزمان فكم مثلها مع مثلي فعل | ... |
فحتى متى طرفه ما غفا | وحتى متى صرفه ما غفل |
فهل يغلط الدهر لي مرة | بعطف وهل نافعي قول هل |
ويا بعد ما رمت من عطفه | متى حال عن حاله وانتقل |
لقد سمته الضد من طبعه | وكيف ينيل الشفا من أعل |
وهل أنا إلا كمن يبتغي | من العلقم المر طعم العسل |
ولكن بسعيك يا بن النبي ينال المؤمل أقصى الأمل | ... |
وأنت الخبير بحالي وعن | زيادة نقصانها لا تسل |
أأشرح حالي وأنت الذي | لديك تفاصيلها والجمل |
وقد رق لي زمني برهة | وكاد ولكنه ما فعل |
وبوأني عند شمس الهدى | محلا تقاصر عنه زحل |
وكنت رفلت بنعمائه | حسان المطارف فيمن رفل |
فأحزن دهري ما نلته | فعاد لتلك الخلال الأول |
ولما تخوفت ما قد علمت | تقنعت عن بحره بالوشل |
فكن أنت يا مالكي شافعي إلى من لهام السماك انتعل | ... |
ومن بمآثره الصالحات | تزهى العلي وتزان الدول |
إمام الزمان قرين القران | أمان الأنام إذا الخطب جل |
وإن أنا ثقلت في مطلبي | فمثلك من للصديق احتمل |
بقيت لنا ما شرى بارق | وما سار ذكرك فينا مثل |