الحمد لله ؛ نلنا السؤلَ والأربا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الحمد لله ؛ نلنا السؤلَ والأربا | وأذهبَ اللهُ عنا الهمَّ والنصبا ؛ |
بالعودِ من ناعطٍ لا كان من بلدٍ | نلنا العناء به والهمَّ والكربا ؛ |
متى أرى ناعطاً دونَ البلادِ وقد | أذكر سنا البرق في أحشائها لهبا |
لا ينظر المرؤ منهُ قصدَ ناحية ٍ | إلاّ رأى منه أو من أهله عجبا ؛ |
قومٌ لهمْ خلقٌ تشقى العيونُ بها | سودُ المعارف ؛ لا عجماً ولا عربا ؛ |
وقد وجدتَ مكانَ القول ذا سعة ٍ | فقلْ بما شئتَ ؛ لازوراً ولا كذبا ؛ |
وقفْ أبثكَ بعضاً منْ عجائبه | واسمع فعندي منهُ للسميع نبا |
جزنا به والشتا ملقٍ كلاكلهُ | والبردُ من فوقه قد شقق الحجبا ؛ |
في ليلة ٍ من جمادى ذات أندية ٍ | لا ينظر المرؤ من ظلمائها الطنبا ؛ |
لا ينبحُ الكلبُ فيها غيرَ واحدة ٍ | حتى يلفّ على خشومهِ الذنبا |
قد نشر الجوُّ رايات الرياح بهِ | وأرسل القرّ فيهِ عسكراً لجبا ؛ |
وشنَّ غاراته حتى أثار به | حرباً ضروساً تثير الويلَ والحربا ؛ |
وغيم النقعُ من ركضِ الرياح بهِ | حتى تقنع منه الجوّ وانتقبا ؛ |
واستقبلتْ خيمَ الأجناد جاهدة | في كسرِ كل عمودٍ كان منتصبا |
وأطفأت كلّ نارٍ في الخيام فلو | أن الجحيمَ يلاقي بردها لخبا ؛ |
والخيلُ خاشعة ُ الأبصارِ خاضعة ٌ | لا تستطيع لما قد نالها هربا ؛ |
ما يطرحونَ لها في الأرض من علفٍ | إلاّ وراحَ بأيدي الريح منتهبا ؛ |
وكلُّ شخص صريعٌ لا يطيقُ قوى | قد لفتِ الريحُ منه الرأسَ والركبا ؛ |
أما الطعامَ فمثل الماءِ في عدمٍ | لا نستطيعُ له في حالة ٍ طلبا ؛ |
ظللتُ أبكي ربيعاً في جوانبهِ | حزناً وأنشدُ في أرجائه رجبا |
وقلتُ للركب هبوا لاَ أبا لكمُ | قد جاء ما وعدَ الرحمن واقتربا .. |
فاسمعْ لشيءٍ يسيرٍ من عجائب لا | تحصى ومن يدعي حصراً فقد كذبا . |
يا من صبا حين هبت في السحيرِ صبا | ما أنتَ أولُ قلبٍ للنسيم صبا ؛ |
ومنها | |
فقل لنجل علي أنت يا ولدي | وافقتَ يوماً بموج الريح مضطربا . |