ملك به عز الشريعة مظهر
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ملك به عز الشريعة مظهر | يزهي به الدين الحنيف ويفخر |
وبناء عز شيد في أوج العلى | ينحط كسرى عن ذراه وقيصر |
ومخائل ميمونة وسعادة | مقرونة بعزائم لا تفتر |
وصوارم مصقولة وذوابل | يعنو لها المستكبر المتجبر |
وغنائم من ذي الجلال ولم يزل | رب البرية للجميل ييسر |
يا من له في كل يوم كريهة | من جده الميمون سيف أبتر |
لولا محبتك الجلاء لمن طغى | لكفاك جد في الحروب مظفر |
أيقيسك البحر الخضم وللورى | من كل أنملة بكفك أبحر |
كف ترى الأملاك لثم بنانها | شرفا ويحسدها الغمام الممطر |
من ذا يطيق نزال مثلك في الوغى | لو قابلتك بكل قيل حمير |
ولمن رآك ولم يمت من حينه | بسيوف خوفك إنه لمعمر |
ولرب يوم قد أثرت قتامه | وصبرت إذ لا ذوجنان يصبر |
وظلام نقع للوغى جليته | والأسد في أجم الذوابل تزار |
فغدا الضحى بك وهو ليل أليل | وغدا الدجى بك وهو صبح مسفر |
يابن الأولى نصروا شريعة جدهم | واستنقذوا دين الآله وأظهروا |
قوم لهم غايات كل سيادة | عنها تأخرت الملوك وقهقروا |
طالوا وطابوا عنصرا ووشيجة | نعم الوشيجة منهم والعنصر |
سر حيث شئت يسر لديك مصاحبا | من نصر مولاك العديد الأكثر |
ومر الزمان بما تشاء فلم تزل | طول المدى تنهى الزمان وتأمر |
ما اختراك المولى لتحمي ملكه | إلا لأنك درعه والمغفر |
كم من ملوك قادة ذللتهم | وقد استطالوا جهدهم وتكبروا |
ومقاول أفنيتهم قتلا وقد | سلكوا سوى نهج الهدى فتحيروا |
نبذوا عهود الله خلف ظهورهم | وعتوا على باريهم واستكبروا |
لو كان للتوفيق فيهم مدخل | تابوا إلى باريهم واستغفروا |
عميت بصائرهم لعظم ذنوبم | والحق أبلج واضح لو أبصروا |
راموا بجهلهم وضعف عقولهم | إخفاء دين محمد لم يقدروا |
طلبوا المحال فحال دون مرامهم | مصقولة بيض وموت أحمر |
وكتائب خضر تظل كماتها | كالأسد في أجم القنا تتبختر |
ظنوا الإله ينيلهم ما أملوا | والله أعلى أن يضام ويقهر |
جزت السباسب خلفهم فتركتها | والمسك أدنى ريحها والعنبر |
وفتحت قهرا من معاقل أرضهم | ما كان يعجز عنده الإسكندر |
وغدا يصفد كل ليث منهم | ويباع بالنزر الغزال الأعفر |
في موقف للنقع فيه غمامة | نار المنايا تحتها تتسعر |
سلت به مثل النجوم صوارم | تركت رداء النقع وهو مشهر |
بيض تسود كل منتصر بها | ما لم يكن لجميل صنعك يكفر |
من كل مشحوذ الجوانب لم يزل | مذ كنت من علق الأعادي يقطر |
والسمر تخطر للقا فقدودها | تزهى ارتياحا والأسنة تزهر |
من كل مطرور السنان طعينه | لا ينثني وكسيره لا يجبر |
ما زلت تسقيها دماء رقابهم | فليذاك تثمر بالرؤوس وتبذر |
والخيل تمشي في الحديد معدة | وعيونها شزرا إليهم تنظر |
لم يدر حين تكر في آثارهم | أهي السهام ام الجياد الضمر |
يطلعن من غرر لهن أهلة | ينجاب من إشراقهن العثير |
من كل معروف الأصول تخاله | كالسيل من أعلى الذرى يتحدر |
وإذا جرى البرق اليماني خلفه | أبصرته بغباره يتعثر |
وإذا سعى معه الحيا منصوبا | ألفيته من خلفه يتكسر |
تهوى لهاديه القنا فيردها | نفس له للغيظ منهم يزفر |
نسج العجاج عليه درعا سابغا | عن فضها باع الأسنة يقصر |
لولا امتثال الأمر في إرهابهم | لكفاه ما نسج العجاج الأكدر |
يعلوه ملك ما أهم بغاية | للمجد إلا نال ما يتعذر |
لله أحمد كم على ومكارم | تعزى إليه وكم معال تبهر |
ملك إذا ركب الجواد حسبته | بدرا له متن السحاب مسخر |
وكأنما أخلاقه لجليسه | من ورد روضات المحامد تعصر |
من ذا سواه له المحامد تنتقى | وتحاك أبراد الثنا وتحبر |
يا أيها الملك الذي عزماته | وصفاته في كل أرض تذكر |
وافيت هذي الأرض تحيي ميتها | ولنور دين الله فيها تطهر |
ومنحتها نظر الشفيق فجئتها | تحيي مآثر سالفيك وتعمر |
فأشدت من آثارهم ما شيدوا | ولما ابتدأت من المكارم أكثر |
حتى لقد حسدت رباها مكة | واشتاق قربك خيفها والمعشر |
فاستجلها عذراء يطوي نشرها | طيا ويقصر عن مداها بحتر |
لم أذكر الفتح بن خاقان ولا | قد عاقني عن بحر جودك جعفر |
لا زلت والدهر العصي مطاوع | والملك ريان المعاطف أخضر |
والشمس لم تكسف لأمر فادح | أنى وحظك في السعادة أوفر |
لكنها استحيت فاطفت نورها | لما راتك ونور وجهك أنور |
أو انها هويت جوادك فاغتدت | تهوي إليه وهي نعل أحمر |
هذي الكرامات التي لا تنتهي | والمجد والشرف الذي لا ينكر |
وبقيت كهفا يستغيث بك الورى | طرا ويبصر رشده المستبصر |
وعلى النبي وآله من ربنا | أسنى صلاة لا تزال تكرر |
ما فاح مدحك في البسيطة عنبرا | واهتز من طرب لذكرك منبر |