وأفض إلى نجل النبي محمد
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
وأفض إلى نجل النبي محمد | والسبط من ريحانتيه الأكبرا |
من طلق الدنيا ثلاثا واغتدى | للضرة الأخرى عليها مؤثرا |
مستسلما إذ خانه أصحابه | وعراه من خذلانهم ما قد عرا |
واستعجل ابن هند موته | فسقاه كأسا للمنية أعفرا |
وقل التحية من سميك من غدا | بكم يرجي ذنبه أن يغفرا |
وبكربلا عرج فإن بكربلا | رمما منعن عيوننا طعم الكرى |
حيث الذي حزنت لمصرعه السما | وبكت لمقتله نجيعا أحمرا |
فإذا بلغت السؤل من هذا وذا | وقضيت حقا للزيارة أكبرا |
عج بالكناسة باكيا لمصارع | غر تذوب لها النفوس تحسرا |
مهما نسيت فلست أنسى مصرعا | لأبي الحسين الدهر حتى أقبرا |
ما زلت أسأل كل غاد رائح | عن قبره لم ألق عنه مخبرا |
بأبي وبي بل بالخلائق كلها | من لا له قبر يزار ولا يرى |
من لو يوازن فضله يوما بفضل | الخلق كان أتم منه وأوفرا |
من قام للرحمن ينصر دينه | ويحوطه من أن يضام ويقهرا |
من نابذ الطاغي اللعين وقادها | لقتاله شعث النواصي ضمرا |
من باع من رب البرية نفسه | يا نعم بائعها ونعم من اشترى |
من قام شاهر سيفه في عصبة | زيدية يقفو السبيل الأنوارا |
من لا يسامي كل فضل فضله | من لا يداني قدره أن يقدرا |
من جاء في الأخبار طيب ثنائه | عن جده خير الأنام مكررا |
من قال فيه كقوله في جده | أعني عليا خير من وطأ الثرى |
من أن محض الحق معه لم يكن | متقدما عنه ولا متأخرا |
هو صفوة الله الذي نعش الهدى | وحبيبه بالنص من خير الورى |
ومزلزل السبع الطباق إذا دها | ومزعزع الشم الشوامخ إن قرا |
كل يقصر عن مدى ميدانه | وهو المجلى في الكرام بلا مرا |
بالله أحلف أنه لأجل من | بعد الوصي سوى شبير وشبرا |
قد فاق سادة بيته بمكارم | غراء جلت أن تعد وتحصرا |
بسماحة نبوية قد أخجلت | بنوالها حتى الغمام الممطرا |
وشجاعة علوية قد أخرست | ليت الشرى في غابه أن يزأرا |
ما زال مذ عقدت يداه إزاره | لم يدر كذبا في المقال ولا افترا |
لما تكامل فيه كل فضيلة | وسرى بأفق المجد بدرا نيرا |
ورأى الضلال وقد طغى طوفانه | والحق قد ولى هنالك مدبرا |
سل السيوف البيض من عزماته | ليؤيد الدين الحنيف وينصرا |
وسرى على نجب الشهادة قاصدا | دار البقا يا قرب ما حمد السرى |
وغدا وقد عقد اللوا مستغفرا | تحت اللوا ومهللا ومكبرا |
لله يحمد حين أكمل دينه | وأناله الفضل الجزيل الأوفرا |
يؤلي ألية صادق لو لم يكن | لي غير يحي ابني نصيرا في الورى |
لم أثن عزمي أو يعود بي الهدى | لا أمت فيه أو أموت فأعذرا |
ما سرني أني لقيت محمدا | لم أحي معروفا وأنكر منكرا |
فأتوا إليه بالصواهل شزبا | وبيعملات العيس تنفخ في البرى |
وبكل أبيض باتر وبكل أزرق نافذ وبكل لدن أسمرا | ... |
فغدت وراحت فيهم حملاته | وسقاهم كاس المنية أحمرا |
حتى لقد جبن المشجع منهم | وانصاع ليثهم الهصور مقهقرا |
فهناك فوق كافر من بينهم | سهما فشق به الجبين الأزهرا |
تركوه منعفر الجبين وإنما | تركوا به الدين الحنيف معفرا |
عجبا لهم وهم الثعالب ذلة | كيف اغتدى جزرا لهم أسد الشرى |
صلبوه ظلما بالعراء مجردا | عن برده وحموه من أن يسترا |
حتى إذا تركوه عريانا على | جذع عتوا منهم وتجبرا |
نسجت عليه العنكبوت خيوطها | ضنا بعورته المصونة أن ترى |
ولجده نسجت قديما إنها | ليد يحق لمثلها أن تشكرا |
ونعته أطيار السماء بواكيا | لما رأت أمرا فظيعا منكرا |
أكذا حبيب الله يا أهل الشقا | وحبيب خير الرسل ينبذ بالعرا |
يا قرب ما اقتصيتم من جده | وذكرتم بدرا عليه وخيبرا |
أما عليك أبا الحسين فلم يزل | حزني جديد الثوب حتى أقبرا |
لم يبق لي بعد التجلد والأسى | إلا فنائي حسرة وتفكرا |
يا عظم ما نالته منك معاشر | سحقا لهم بين البرية معشرا |
قادوا إليك المضمرات كأنما | يغزون كسرى ويلهم أو قيصرا |
يا لو درت من ذا له قيدت لما | عقدت سنابكها عليها عثيرا |
حتى إذا جرعتهم كأس الردى | قتلا وأفنيت العديد الأكثرا |
بعث الطغاة إليك سهما نافذا | من راشه شلت يداه ومن برى |
يا ليتني كنت الفداء وإنه | لم يجر فيك من الأعادي ما جرى |
باعوا بقتلك دينهم تبا لهم | يا صفقة في دينهم ما أخسرا |
نصبوك مصلوبا على الجذع الذي | لو كان يدري من عليه تكسرا |
واستنزلوك وأضرموا نيرانهم | كي يحرقوا الجسم المصون الأطهرا |
فرموك في النيران بغضا منهم | لمحمد وكراهة أن تقبرا |
ولكاد يخفيك الدجى لو لم يصر | بجبينك الميمون صبحا مسفرا |
ووشى بتربتك التي شرفت شذى | لولاه ما علم العدو ولا درى |
طيب سرى لك زائرا من طيبة | ومن الغري يخال مسكا أذفرا |
وذروا رمادك في الفرات ضلالة | أترى درى ذاري رمادك ما ذرى |
هيهات بل جهلوا لطيب أريجه | أرماد جسمك ما ذروا أم عنبرا |
سعد الفرات بقربه فلو أنه | ملح أجاج عاد عذبا كوثرا |
هذا جزاء أبيك أحمد منهم | إذ قام فيهم منذرا ومبشرا |
وجزاء نصحك حين قمت بأمره | وسريت بدرا في الظلام كما سرى |
فاسعد لدى رضوان بالرضوان من | رب السماء فما أحق وأجدرا |
يهنيك قد جاورت جدك أحمدا | وأنالك الله الجزاء الأوفرا |
أهون بهذي الدار في جنب التي | أصبحت فيها للنعيم مخيرا |
لو كان للدنيا لدى خلاقها | قدر لخولك النصيب الأكثرا |
بل كنت عند الله جل جلاله | من أن ينيلكها أجل وأخطرا |
يا ليت شعري هل أكون مجاورا | لك أم تردني الذنوب إلى الورا |
أأذاد عنكم في غد وأنا الذي | لي من ودادك ذمة لن تخفرا |
قل ذا الفتى حضر اللقا معنا وإن | أبطا به عنا الزمان وأخرا |
يا خير من بقيامه ظهر الهدى | في الأرض وانهزم الضلال وقهقرا |
عذرا إذا قصرت لديك مدايحي | فيحق لي يا سيدي أن أعذرا |
لم أجر في مدحيك طرف عبارة | إلا كبا من عجزه وتقطرا |
أتخالني لمدى جلالك بالغا | الله أكبر ما أجل وأكبرا |
ماذا الذي المعصوم دونك حازه | إذ لم تزل مما يشين مطهرا |
صلى عليك الله بعد محمد | ما سار ذكرك منجدا أو مغورا |
والآل ما حيا الصبا زهر الربى | سحرا وعطر طيب ذكرك منبرا |