هي الدنيا وأنت بها خبير
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هي الدنيا وأنت بها خبير | فكم هذا التجافي والغرور |
تدلي أهلها بحبال غدر | فكل في حبائلها أسير |
إلى كم أنت مرتكن إليها | تلذ لك المنازل والقصور |
وتضحك ملء فيك ولست تدري | بما يأتي به اليوم العسير |
وتصبح لاهيا في خفض عيش | تحف بك الأماني والسرور |
وعمرك كل يوم في انتقاص | تسير به الليالي والشهور |
وأنت على شفا النيران إن لم | يغثك بعفوه الرب الغفور |
تنبه ويك من سنة التجافي | ولا تغفل فقد جاء النذير |
وشمر للترحل باجتهاد | فقد أزف الترحل والمسير |
وخذ حصنا من التقوى ليوم | يقل به المدافع والنصير |
ولا تغتر بالدنيا وحاذر | فقد أودى بها بشر كثير |
فكم سارت عليها من ملوك | كأنهمو عليها لم يسيروا |
وكم شادوا قصورا عاليات | فهل وسعتهم إلا القبور |
فهل يغتر بالدنيا لبيب | وهل يصبو إلى الدنيا بصير |
رويدك رب جبار عنيد | له قلب غداة غد كسير |
ومفتقر له جاه صغير | وقدر عند خالقه كبير |
ورب مؤمل أملا طويلا | تخرم دونه العمر القصير |
فلوا أسفا وهل يشفي غليلي | وينقع غلتي الدمع الغزير |
ومن لي بالدموع ولي فؤاد | تلين ولم يلن قط الصخور |
وكم خلف الستور جنيت ذنبا | ورب العرش مطلع خبير |
وما تغني الستور وليس يخفى | عليه ما تواريه الستور |
إلام والإغترار بمن إليه | لعمري كل كائنة تصير |
ومالي لا أخاف عذاب يوم | تضيق به الحناجر والصدور |
وأترك كل ذنب خوف نار | بخالقها أعوذ وأستجير |
ولي فيه تعالى حسن ظن | وذنبي عند رحمته يسير |
تعالي عن عظيم الشكر قدرا | فما مقدار ما يثني الشكور |
وقدس عن وزير أو معين | فلا وزر لديه ولا وزير |
إله الخلق عفوا أنت أدرى | بما أبدي وما يخفي الضمير |
عصيت وتبت من ذنبي وإني | إلى الغفران محتاج فقير |
فإن تغفر ففضلا أو تعاقب | فعدلا أيها العدل القدير |
وحسن الظن فيك يدل أني | إلى إحسانك الضافي أصير |
وصل على شفيع الخلق طرا | إذا ما الخلق ضمهم النشور |
وعترته الهداة الغر حقا | جميعا ما تعاقبت الدهور |