وافاك يصحبه الإسعاد والظفر
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
وافاك يصحبه الإسعاد والظفر | عيد به سحب الإقبال تنهمر |
فالبس به حلل المجد المؤثل لا | يعرو فؤادك لا بؤس ولا ضجر |
واحكم مطاعا بما تهوى على زمن | أيام ملكك في أيامه غرر |
واستقبل الملك مخضرا جوانبه | يزهو ويزهر حسنا عطفه النضر |
ولا برحت قرير العين ممتدحا | تأتي إليك الأماني وهي تعتذر |
يعنو لفضلك من في أنفه شمم | طوعا ويسجد من في خده صعر |
ترقى إلى فلك العلياء مرتفعا | عزا ويجري على ما تشتهي القدر |
الحمد لله وجه السعد مقتبل | كما تشاء وقلب النحس منكسر |
يا نعمة بك لا نسطيع نشكرها | في جنبها سيئات الدهر تغتفر |
أخفيت ذكر ملوك الأرض قاطبة | إن الكواكب يخفي ضوءها القمر |
تكبو جياد المعالي دون غايتها | وأنت تبلغ أقصاها وتنتظر |
وكيف يدرك ما أصبحت مدركه | بطول باعك من في باعه قصر |
والناس دونك جسم لا حياة به | وأنت روح العلى والسمع والبصر |
وكل معنى فخيم منك مكتسب | منك المعاني ومن أقرانك الصور |
كادت تحكاكيك كف المزن هاطلة | والبحر جودا ويحكي خلقك الزهر |
هيهات هيهات وجه الفرق متضح | والصبح لا يختفي عمن له نظر |
أيشبه البحر والأنوا يديك وقد | جادت وما كان لا بحر ولا مطر |
قل للمغالين في العلياء حسبكم | فقد حمى سوحها الصمصامة الهصر |
وقد تكفل أرزاق الورى ملك | مسود في يديه النفع والضرر |
لا تكثروا في اكتساب الفخر سعيكم | فما لغير إمام الحق مفتحر |
وخلفوا البيض في الأجفان مغمدة | فإنها لسواه ليس تأتمر |
ملك يجود وكف القطر حابسة | ويستهل ونار الحرب تستعر |
أيام دولته غر محجلة | على معاطفها من عدله حير |
لو لاذت الغيد من خوف المشيب به | إذا لما مسهن الشيب والكبر |
لو كان صارمه عونا لفاطمة | لم يغتصبها أبو بكر ولا عمر |
يا جنة الخلد وافاها الورى فرأوا | فوق الذي سمعوا منها الذي نظروا |
رأتك فوق ادعاء المسع أعينهم | ورب خبر لديه يصغر الخبر |
ما زلت سيفا لدين الله منصلتا | إذا تقلده الإسلام ينتصر |
كم معشر نقضوا ميثاقهم وبغوا | أذقتهم غب ما خانوا وما غدروا |
جاؤا لحربك من خوف ومن حذر | كذا على الأسد خوفا تقدم الحمر |
قتلت حاضرهم ضربا وغائبهم | خوفا فسيان إن غابوا وإن حضروا |
أصليتهم جمرات من سيوفك لا | تبقى على أحد منهم ولا تذر |
نغصت في هذه الدنيا معيشتهم | ومستقرهم من بعدها سقر |
فروا حذارا وهل يثنيك ويلهم | فرارهم عنك أو يغنيهم الحذر |
شردتهم في الفلا حتى لو اعترضت | لهم جهنم في نيرانها عبروا |
ودوا وحاشاك أن ترضى ومن لهم | أن يجعلوا لك ما صلوا وما نحروا |
وهكذا لم تزل في كل ملحمة | غراء يسعدك الإقبال والظفر |
حتى أضاء محيا الدين مبتلجا | وزال عن مقلتيه السوء والضرر |
يا ناثر الدر إن وافاه ممتدح | ومن لتاج علاه تنظم الدرر |
قد حبر الناس فيك المدح واجتهدوا | وعنك قصر ما قالوا وما شعروا |
وقد مدحت بآي الذكر محكمة | فما عسى قدر ما تأتي به الفكر |
هيهات أن يدعي حصرا لفضلك من | قد كان يعجزه من وصفك العشر |
فلا تكلفهم ما لا يطاق وعذ | بفضل صفحك واعذر إنهم بشر |
وانعم بمقدم عيد النحر يا ملكا | يخاف سطوته الصمصامة الذكر |
وافى يجرر أذيال السرور لكي | يفوز منك ببر ليس ينحصر |
واحمد إلاهك واشكره فقد وعد | العباد منه مزيد الفضل إن شكروا |
واستجلها بنت فكر لا يقاس بها | يكاد يخجل منها المندل العطر |
وابسط لي العذر في تركي إطالتها | لأن كل طويل فيك مختصرا |
لكنها حلوة الألفاظ ما طمعت | ربيعة أن تدانيها ولا مضر |
لو أنها أدركتها لم تكن أبدا | بغيرها العرب العرباء تفتخر |
فإن تكن أنت فوق الناس قاطبة | فإنها فوق ما قالوا وما شعروا |
لا زال سوحك معمورا ولا برحت | سحب الصلاة على ناديك تنهمر |
بعد النبي المصطفى الهادي وعترته | ما لاح برق شرى أو ما سرى قمر |