أتعزى في المصاب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتعزى في المصاب | أم تهنى بالثوابِ |
وأرى ثانيهما أدن | ى إلى نهج الصواب ؛ |
فاحتسبْ بالقادم الراحل | ذخراً في الحسابِ ؛ |
وتلقّ الخطب إن جلَّ | بصبرٍ واحتسابِ ؛ |
واغنمِ الزلفة ممنْ | عندهُ حسنُ المآبَ ؛ |
ليس غير الله يخلو | من نفادٍ وذهابِ |
والليالي لم تزل فاعلم | بنا ذات انقلاب ؛ |
ويحها كم خدعتنا | بسرابٍ كالشراب |
لم تزل في الخلق تأتي | كلّ خلقٍ بعجاب ؛ |
لمْ تدعْ ذا لمشيبٍ | لاَ ولا ذا ؛ لشباب ِ |
لا ؛ ولا تردعها سطوة | ذي البأس المهابِ ؛ |
هلى ترى فيها نعيماً | صفوهُ غير مشاب |
أم سروراً لم تكدره | بحزنٍ واكتئابِ |
كم غدتْ تضربُ في | الناسِ بسيفٍ غير نابى |
ليس ترضى غير أروا | حِ البرايا من قرابِ |
كمْ أذالتْ من مصونٍ | وأزالت من حجاب |
ولكمْ فلتْ حساماً | وأذلتْ ليث غابِ ؛ |
يقتل الأبطالَ من | غير طعانٍ وضراب ؛ |
كم همامٍ قاهرِ | السكوة ِ .. عضته بناب |
أزعجتهُ لفراقٍ | غيرَ مرجوِ الإيابٍ ؛ |
ومليك تركتهُ | رهنَ أطباق التراب ؛ |
يتشكى الضيقَ من | بعدِ المقاصير الرحابِ ؛ |
قد غدا .. أبكمَ لا | يمكنهُ رجع الجووابِ |
سامعاً غيرَ مجيبٍ ؛ | داعياً غيرَ مجابِ ؛ |
وقصورٍ تركتها | بينَ أهليها يبابِ |
وسواءٌ في النهى والموت | طوقٌ في الرقاب |
ميتٌ يدرج في الكفنِ | وحيٌّ في الثيابِ |
ولنا بالمصطفى المختار | في كلَّ مصابِ ؛ |
وبينهم من بهم أرجو | أماني من عذابي ؛ |
شفعائي يوم حشري | حين أدعى لكتابي |
أسوة ٌ تفضي إلى | خيرِ نعيمٍ وثوابِ |