هذه الأثواب والخلع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هذه الأثواب والخلع | تكتسي طورا وتختلع |
فاستقم يا من على خطر | يرتقي حينا ويتضع |
والذي تفهمه فتن | والذي تعلمه خدع |
والمنى كل المنى أبدا | فوق فوق الفوق مرتفع |
ما له فينا مناسبة | مع شيء ليس يجتمع |
بل له فينا المعية من | قبل تكوين لنا يقع |
وجميع الكون مشغلة | للذي في قلبه طمع |
فتيقظ إن ربك لا | يترك البلوى ولا يدع |
والذي في علمه سنن | والذي في علمنا بدع |
سائق الأظعان نحو حمى | منيتي والنور يلتمع |
عج على الوادي المقدس بي | وتأدب ههنا سبع |
ثم عرج نحو كاظمة | حيث تلك الساح والبقع |
واسأل الركب المقيل على | يمنة الوادي وما صنعوا |
إن لي في خدرهم قمرا | كل أيامي به جمع |
خاله المسكي حين بدا | منه في ليل الورى شمع |
عصبة التشبيه لا تقفوا | سيركم في الحق منقطع |
حدثوني في العقيدة ما | هذه الصلبان والبيع |
وتنحوا عن طريقتنا | عقلكم للحق لا يسع |
كل مغرور له صنم | بافتكار فهو مبتدع |
أين أنتم من عقيدتنا | إذ بها للحق نتبع |
وعلى التسليم نحن وما | حالنا في الله مصطنع |
وانجلت عين الوجود لنا | وسحاب الجهل منقشع |
واقتربنا حيث لا أحد | لا ولا مرئي ومستمع |
ثم عدنا بعد ذاك وذا | ما لنا ري ولا شبع |
والجوى والشوق لازمنا | كل حين عندنا وجع |
كيف أنتم والقلوب قست | ليس بالتذكير تنتفع |
واطمأنت بالمحال وقد | أصبحت باللهو تقتنع |
أسمعتم من وساوسكم | ورضيتم أنكم تبع |
لا أقر الله عين فتى | عن هوى المحبوب يندفع |
إنني مضنى محبته | لا رأوا قومي ولا سمعوا |
صاد قلبي لحظ غانية | عن خطور الوهم تمتنع |
إن بدت صلى الأنام لها | وإذا ما أومأت ركعوا |
لي فؤاد حشوه شجن | بل على الأشواق منطبع |
والجوى والوجد مبتذل | دائما والصبر ممتنع |