لبستني مليحة الغيب مرطا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لبستني مليحة الغيب مرطا | وبها قد تعلق القلب قرطا |
ذات وجه يلوح من خلف ستر الشيء | فهو المكشوف وهو المغطى |
حسنه أدهش العقول فحارت | أخذ الكل بالظهور وأعطى |
يتجلى وتارة يتحلى | فنرى في الوجود قبضا وبسطا |
نظم العالمين عقد لآل | أمره لا يزال للعقد سمطا |
من رآه أصاب فيما رآه | والذي قد رأى السوى فيه أخطا |
هو شمس وما سواه ظلال | وهو بدر لظلمة الغير غطى |
أحكم الأمر فهو بالحكم باد | في جميع الشؤون حلا وربطا |
يا قريب اللقا بعيد التجافي | لم توافي رهطا وتهجر رهطا |
نحن هدنا إليك ممن سواك الأن | فاجعل لنا من الأمر قسطا |
وتدارك نواظرا وقلوبا | أعجمتها الأوهام شكلا ونقطا |
إنما أنت أنت والحكم شيء | منك وهو الجميع عدا وضبطا |
دخل القلب دير عشق سليمى | يحتسي من لقائها الإسفنطا |
فرأى ثم نسوة طالعات | من بحار الجمال يسكن شطا |
ناظرات من الظبا بعيون | ناعسات من البواتر أسطى |
في قدود كأنهن رماح | جعلت فتل من بها هام شرطا |
كل هيفاء ينفح الطيب منها | كيف كانت تجول رفعا وحطا |
أمر الله أن تطاع بحسن | راسم بالغرام في القلب خطا |
بدر تم على قضيب تثنى | في كثيب بها عن المشي أبطا |
هي شمس الضحى وبدر الدياجي | قد فنينا بها رضاء وسخطا |
ثغرها بث عن صحيح البخاري | وأنا مسلم وقلبي موطا |
إن عبد الغني لها الآن اسم | لقطته حواضن الكون لقطا |
فهي طيف الخيال في نور طه | سيد الرسل كاشط السر كشطا |
فعليه الصلاة منه وآل | وصحاب ما الريح صافح خطا |
أو تغنى على الأراك حمام | وسرى بارق الحمى يتمطى |