فرّ إبليس عن هدى العرفان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فرّ إبليس عن هدى العرفان | حين قيل اسجدوا وآدم داني |
فتجلى به الإله وفعل | هو بالله ظاهر الحدثان |
ثم إبليس ضلّ عنه وفيه | حسد قام واعترته الأماني |
كان في القلب منه جهل وكفر | بالإله المهيمن الرحمن |
فبدا الله آدما بالتحلي | وهو الحق ليس للحق ثاني |
وتبدّى علم التجلي وما كا | ن وعلم التنزيه كان معاني |
ثم إن الأملاك قد علموا من | آدم علم ذات التجلي المصان |
ولا بليس علم تنزيه ربي | ماله في علم التجلي يدان |
حيث جاء اسجدوا لآدم حتى | سجدوا دونه لجهل يعانى |
ما اسجدوا قال ربنا أي لمخلو | ق وحاشا فإن دّلك فاني |
إنما الله ظاهر متجلي | كان في آدم العظيم الشان |
وهو الله لا سواه ولكن | ظاهر في أفعاله للعيان |
وهو غيب ولا تغير للغي | ب سوى بالظهور في الإمكان |
حاش لله أن أملاك ربي | سجدوا للمخلوق في الأكوان |
هم أولوا العصمة التي هي فيهم | كلهم مع تحقق وبيان |
ومحال أمر الإله بكفر | وضلال وزائد الطغيان |
إنما الجاهل الذي ليس يدري | ظنّ سوءا بمنزل القرآن |
فأتاه كفر بما قال لما | صبغته عقيدة الشيطان |
لا تقل كان قبله آدم في | أمر ربي مقالة الحيران |
أن هذا مثل التجلي لموسى | كان بالنار في نداء الأمان |
وإذا كان قبله فتجلى | هو أيضاً في مذهب العرفان |
فخذ الأمر بالعموم وصرّح | بالتجلي لله في كل شان |