أرشيف الشعر العربي

اسقني من مدامة القدوس

اسقني من مدامة القدوس

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
اسقني من مدامة القدوس فهي ملء الدنان ملء الكؤوس
وأدرها علي بين الندامى من قيام بسكرها وجلوس
صرف راح بشربها كم أميتت من نفوس وأحييت من نفوس
بكر دن عتيقة قد أعادت بالتدابير عهد جالينوس
قام يسعى بها المليح علينا ذو محيا يفوق ضوء الشموس
فخرجنا بنشأة السكر منها عن جميع المعقول والمحسوس
وشهدنا هنالك السر يبدو بالتجلي من غيبة المحروس
وبه لا بنا معاينة قامت بالإشارات في حروف الطروس
ثم لا مسجد ولا بيت نار هو للمسلمين أو للمجوس
شمعة النور لم تزل في اشتعال وعليها الجميع كالفانوس
وهو ستر الأشياء بالنص فان في عيون المحقق المطموس
والسوى في القيود من كل شيء ليس ينفك أسرها والحبوس
إن بشر قد مس كان يؤوسا وبخير إن مس غير يؤوس
قم لصافي الكؤوس وانشق شذاها أنديمي واستجل وجه العروس
هذه حضرة المنى والتهاني فاغنم السعد مذهبا للنحوس
واستمع آلة الدفوف إشارا ببديع الترنم المأنوس
وتنصت لصوت ناي رخيم إنما ذاك رقية المأيوس
واعشق الجنك والرباب سماعا وتعلم كيف انحناء الرؤوس
إنما العيش بالمعازف عيش في نظير المذوق والملموس
جنة عجلت لقوم كرام ما بهم من خب ولا من شموس
يتثنون في رياض علوم مزهرات بحضرة القدوس
وعليهم سرادق الغيب مدت دائما للحفاظ من كل بوس
فهم القوم لا سواهم وهيهات يقاس الرئيس بالمرؤوس ...

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبد الغني النابلسي) .

قم تأمل في هذه الأنوار

يا من يريد يحي الله بالتحقيق

إذا كان كلي دائما يشبه البرقا

هذا وهذا ثم هذا بعده

ذا بدر سما الجمال في القلب يلوح


ساهم - قرآن ٣