أتعبتني بقر الشام
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتعبتني بقر الشام | وهي في نقض وإبرام |
واعنائي كم أعلمهم | ثم ألقى جهلهم نامي |
زبلهم في الماء صيرهم | شربه من غير أفهام |
لم يرقوا بالمواعظ إذ | ماؤهم من حجر هامي |
كلهم لا يعرفون سوى | قبح أفعال وآثام |
بطنهم والفرج أهلكهم | مثل ثيران وأنعام |
فتراهم لا عقول لهم | إنما هم أسر أوهام |
عصبة البهتان ضلوا ولم | يختشوا زلات أقدام |
في قد زادت وساوسهم | وابتلوا في داء برسام |
فلذا هم يخلطون بنا | فرط تحقير بإكرام |
بعضهم للبعض متبع | حذو أقدام بأقدام |
حاولوا بالاستهانة أن | يخفضوا مرفوع أعلامي |
وأرادوا في تعنتهم | أن يذلوا قدري السامي |
ويهينوني ويحتقروا | علم تحقيقي والهامي |
ولقد خاضوا ولم يخفوا | غرقا في بحري الطامي |
والإله الحق مطلع | بأموري خير علام |
قادر في الحال يأخذهم | بي على قهر وإرغام |
ما أنا من جنسهم وبنو | آدم هم مثل أصنام |
فكأني بينهم وأنا ال | عربي من نسل أعجام |
ينكروني كلما جهلوا | فيزيد الله إنعامي |
وأنا من خبث عصبتهم | بين عذال ولوّام |
مولدي فيهم ولا عجب | جوهر في صدف كامي |
لست منهم لانفرادي في ال | بيت عنهم منذ أعوام |
قسوة فيهم وفرط جفا | لم يخف مرميهم رامي |
وابتلوا بالبغي من حسد | مثل أمراض وأسقام |
قد أتى في مسند ابن عدي | خبر عن جل أقوام |
قال خير الخلق سيدنا | الجفا والبغي في الشام |